اعتبر مدير المركز الايطالي للاجئين كريستوفر هين أن تطوير مقاربة جهوية ضروري لتسيير تدفق الهجرة بشمال افريقيا. وذكر كريستوفر في حديث ل (وأج) يوم الأربعاء عقب زيارة وفد جزائري يقوم بمهمة دراسية بايطاليا حول ادارة تدفقات الهجرة للمقر المركزي الايطالي للاجئين أنه "من الضروري تطوير مقاربة جهوية يشترك في بلورتها مختلف دول شمال افريقيا التي تستقبل المهاجرين واللاجئين من بلدان الساحل". وأشار في هذا الصدد إلى أن الدعوة إلى تطوير هذه المقاربة يأتي في ظل بروز ظاهرة جديدة تتمثل في تدفق شرائح واسعة من المهاجرين نحو بلدان شمال افريقيا على غرار الجزائر آتين من دول من الساحل الافريقي نتيجة عدد من التغيرات الاسياسية والاجتماعية. "لذا من المهم أيضا في اطار هذه المقاربة اشراك بلدان افريقية ينتمي اليها هؤلاء المهاجرين حتى يتحقق العمل المنسجم في ادارة عودتهم إلى بلدانهم الأصلية وفق معاملة تحفظ الكرامة الانسانية وحقوق الانسان" كما اضاف كريستوفر هين. واعتبر من جانب أخر أن التعاون ما بين هيئته واللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الانسان وحمايتها قد أعطى في بدايته نتائج مفيدة ومشجعة "وأصبح مثمرا للطرفين". وعن مشروع انشاء مرصد جهوي بالجزائر لمتابعة حركة الهجرة بشمال افريقيا ذكر كريستوفر هين أن المجلس الايطالي للاجئين قد تقدم بطلب لدى اللجنة الأوروبية المختصة في الموضوع ببروكسل من أجل تمويل المشروع موضحا أن هيئته تنتظر الرد على ذلك قريبا. ويرتقب أن يتم تجسيد هذا المشروع بالشراكة مع اللجنة الاستشارية لحقوق الانسان بالجزائر ومعاهد جزائرية على غرار مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي من أجل التنمية "كرياد" يضيف مدير المركز الايطالي للاجئين. وحسب نفس المتحدث فان احتضان الجزائر لهذه الهيئة الجهوية يعكس أهمية هذا البلد في المنطقة خاصة دوره الاستراتيجي في تنشيط ودعم التنمية بافريقيا في مختلف الميادين. وأبرز أيضا أن الجزائر بلد خصب في مجال بعث برامج تعاون متنوعة في ميدان التكفل بموضوع الهجرة واللاجئين وذكر أن هيئته تستعد لتجسيد برنامج تعاون مع الهلال الأحمر الجزائري من أجل التكفل والمساعدة الانسانية للمهاجرين نحو شرق وجنوب الجزائر. وعبر من جانب أخر عن انشغاله بقضية اللاجئين الصحراويين بتندوف من ناحية تأخر وضع حلول دائمة لهؤلاء الأهالي. وبالنسبة لملف الهجرة واللاجئين في ايطاليا اعترف كريستوفر هين أنه بالرغم من تنوع الهيئات والمنظمات المتدخلة في المجال الا أنه ليس هناك هيئة وطنية شاملة تنسق عملهم مبرزا ارتفاع تدفق الهجرة إلى بلده خلال 2011 نتيجة التوترات التي شهدتها مصر وتونس وليبيا. و يذكر أن الوفد الجزائري المشكل من ممثلي هيئات ومنظمات متدخلة في مجال الهجرة يقوم بمهمة دراسية مدتها أسبوع بايطاليا تشمل العاصمة روما ومدينة كروتون في اطار مشروع "الجزائر تعزيز قدرات تسيير تدفقات الهجرة المختلطة" المجسد في اطار التعاون ما بين اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الانسان وحمايتها والمجلس الايطالي للاجئين وبتمويل من طرف اللجنة الأوروبية.