واصلت احزاب سياسية يوم الجمعة عملية حشد طاقاتها تحسبا للحملة الانتخابية التي ستنطلق يوم الاحد المقبل بينما نظمت تشكيلات سياسية أخرى وقفة تأبينية على روح الرئيس الأسبق للجزائر أحمد بن بلة. في هذا الصدد، نظمت أطراف "تكتل الجزائر الخضراء" بقاعة حسان حرشة (الجزائر العاصمة) وقفة تأبينية على روح الرئيس الأسبق للجزائر أحمد بن بلة أكدوا خلالها أن الفقيد لم يكن رجل الجزائر فقط و إنما شخصية ذات بعد عالمي. وفي هذا الإطار، أكد رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني أن المرحوم "تجاوز الإطار العربي و الإفريقي ليكون شخصية عالمية" تركت أثرها البارز على شتى المستويات. وأشاد السيد سلطاني بمناقب أول رئيس للجزائر المستقلة و الذي قال عنه بأنه كان "أحد هامات الجزائر" حيث "عاش كبيرا و مات كبيرا" معتبرا إياه "مثالا للتسامح و الترفع عن الصغائر و نقاط الإختلاف". و من جهته وصف الأمين العام لحركة النهضة السيد فاتح ربيعي المرحوم ب"الرجل العظيم" الذي يعد "بطلا من أبطال الجزائر" غير أنه شدد على أنه لم يكن للجزائر وحدها و إنما كان ينتمي للعالم العربي و الإسلامي بل للعالم أجمع. وفي ذات السياق، أكد الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني السيد حملاوي عكوشي أن المرحوم كان "جبلا و هرما شامخا ألهم الجزائر ككل" مضيفا بأنه و على الرغم من الإختلاف معه في بعض النقاط إلا أنه يجب الإقرار له بشجاعته و حبه لوطنه و تسامحه و تضحياته الجمة في سبيل الجزائر. و فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية دعا رئيس جبهة التغيير السيد عبد المجيد مناصرة بالجزائر العاصمة إلى "منافسة شريفة" و انتخابات "نزيهة" خلال تشريعيات 10 ماي المقبل معتبرا اياها بمثابة "عرس ديمقراطي". و ثمن السيد مناصرة العمل الذي تقوم به الهيئات القضائية التي "نصرت أصحاب الحقوق" بقبول ترشحاتهم للتشريعيات المقبلة بعدما "رفضتهم الإدارة". ومن جهة اخرى، أشار الى ان قانون توسيع تمثيل النساء على مستوى المجالس المنتخبة "غامض" و يخضع لعدة تفسيرات داعيا إلى تفسيره عن طريق المجلس الدستوري أو عن طريق هيئة قضائية و"ليس عن طريق الإدارة". كما تطرق ذات المسؤول لتحضير الحملة الانتخابية ملاحظا "تأخر في إجراء القرعة لتوزيع القاعات و الحجم الساعي للتدخل في الإذاعة و التلفزيون". أما الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية السيد علي العسكري أكد في لقاء لمنتخبيه نظم بالعاصمة أن حزبه سيقوم بحملته الانتخابية للتشريعيات من اجل تجنيد المناضلين و المواطنين حول مطالبهم السياسية و الاجتماعية والاقتصادية و الثقافية مشيرا إلى أن "هذه الحملة لا تهدف إلى اقتراح برنامج حكومة و إنما من اجل إعادة الجزائريين إلى مسار النضال السياسي و نظام المواطنة". وقال مسؤول الحزب أن "الانتخابات تجري في سياق وطني و إقليمي ودولي استثنائي يتميز "بالحملات الجارية حاليا و التي ترمي إلى التفكيك الاجتماعي والسياسي للدول و ذلك +باسم الدفاع عن الشعوب و حقوق الإنسان+". وينوي حزب جبهة القوى الاشتراكية دخول الحملة الانتخابية من خلال "إصلاح ديمقراطي و إرساء أسس مصالحة وطنية حقيقية و احترام التعددية وحقوق الإنسان والجمعية التأسيسية و دولة دستورية و ديمقراطية قائمة على الفصل بين السلطات وتحترم الآليات وحكومة الأغلبية". وقد تعاقب متصدرو القوائم الانتخابية للحزب وعددهم (42) على تناول الكلمة لتأدية القسم باحترام العهدة البرلمانية و مباديء الحزب. ومن جهته، وصف رئيس حزب الكرامة السيد محمد بن حمو بعنابة الانتخابات التشريعية القادمة بالامتحان الصعب الذي "يجب إنجاحه" للبرهنة "للعالم أجمع على مدى نضج الشعب الجزائري" داعيا إلى إظهار إمكانيات وقدرات الشعب الجزائري في مواكبة تطلعاته والمشاركة في تشييد بلد ديمقراطي وعصري". وأضاف رئيس الحزب أن الجزائر في "حاجة اليوم أكثر من الأمس لأبنائها لمواجهة الأخطار الخارجية التي تحدق بها" داعيا مختلف التوجهات والتيارات السياسية إلى "تقبل بعضها" و"التعايش للدفاع عن المصلحة العامة واستكمال المسار الديمقراطي وإعادة إرساء الثقة". الجدير بالذكر، حال تشييع جثمان وفاة أول رئيس للجمهورية الجزائرية المرحوم احمد بن بله دون قيام الكثير من الأحزاب بنشاطاتهم الحزبية المعتادة في نهاية كل أسبوع. للتذكير، يفتح رسميا بعد غد الأحد باب التنافس في الحملة الانتخابية أمام 44 تشكيلة سياسية. وقد حدد قانون الانتخابات الفترة المخصصة لها و التي تبدأ 25 يوما قبل يوم الاقتراع و تنتهي قبل ثلاثة أيام من تاريخه. كما ينبه النص المذكور إلى إلزامية إحترام هذه الفترة الزمنية حيث "لا يمكن لأي كان مهما كانت الوسيلة و بأي شكل كان أن يقوم بالحملة الانتخابية خارج الفترة المنصوص عليها".