دعا بعض قادة الأحزاب السياسية يوم الأربعاء في خرجاتهم الميدانية لولايات الوطن في إطار الحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاق القادم إلى تقوية مناعة الجزائر من الخطر الخارجي من خلال تقوية الجبهة الداخلية. وفي هذا المجال صرح الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الإشتراكية علي العسكري من ولاية سعيدة أن مشاركة حزبه في الاستحقاق القادم سببه "الإحساس بالخطر الذي يهدد الجزائر داخليا وخارجيا بغية تجنيب الوطن عنفا مثل الذي وقع سنوات التسعينيات". وأوضح العسكري في تجمع شعبي أن الوضع في دول الجوار الإفريقي " لايطمئن وقد يصل التوتر حدودنا في أي لحظة مما يحتم إتخاذ الإجراءات اللازمة وعلى رأسها إعادة الثقة بين الشعب والسلطة عن طريق مؤسسات منتخبة بكل نزاهة". مشيرا الى أن "حزبه يرغب في قيام دولة قوية ديمقراطية ومتسامحة تلتزم فيها كل مؤسسة بوظائفها الأساسية. أما رئيس حزب التجمع الجزائري علي زغدود فقد دعا المواطنين إلى "عدم تفويت هذه الفرصة التي يمنحها الموعد الانتخابي التاريخي والتحلي بروح الأخوة والتسامح من أجل تعزيز التلاحم الوطني والتصدي لأولئك الذين يريدون نهب الجزائر". ودعا المتحدث في تجمع شعبي بولاية تبسة المنتخبين الذين سيفوزون في التشريعيات المقبلة إلى "تمثيل ناخبيهم كما ينبغي وأن يسخروا أنفسهم لخدمة البلاد والحفاظ على مكاسبه والدفاع عن مصالحه العليا". و أضاف زغدود بأنه في حال فوزه في هذه الانتخابات "سيعمل حزبه فورا على بعث الاقتصاد الوطني بشكل صارم والتوزيع العادل لثروات البلاد". ومن جهتها صرحت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون من ولاية بومرداس بانه من غير الممكن "قبول ممارسات" أحزاب التحالف التي "تهبط معنويات الشعب وتعرض البلاد للتدخل الأجنبي" لاسيما وأن هذه الانتخابات —كما أضافت— تجري في "ظرف دولي متأزم يتصف بالمفصلي والخطير و إسقاطاته ستكون خطيرة على الجزائر". و بعد أن استعرضت المتحدثة مايجري بدول الجوار من حروب وأزمات دعت إلى "تقوية مناعة البلاد"ب "حفاظ الجيش على الحدود و صيانة سيادة البلاد و سلامة الجزائر مشيرة إلى ضرورة "تجفيف منابع اليأس و تقوية الجبهة الداخلية بمعالجة مختلف الأزمات لغلق باب التدخل الأجنبي". وبدوره أوضح رئيس حزب عهد 54 فوزي رباعين من ولاية تيبازة أن ماركة حزبه في التشريعيات القادمة "ليس لتأييد النظام بل لضمان ترك السلطة للأجيال الشابة الصاعدة والتي يرغب حزبه في الدفاع عن حقوقها".وانتقد رئيس حزب عهد 54 في تجمع شعبي مسيري البلاد الذين كما قال- "لم ينجحوا في بعث الانطلاقة الاقتصادية للبلاد و تحقيق رفاهية المواطن". ولدى تطرقه لبرنامج حزبه أوضح المتحدث انه يدعو إلى الالتزام بتحقيق رفاهية الطبقات المعوزة كما " سيسهر أيضا على أن يكون الدستور في منأى عن تغيير الأغلبية". ومن ولاية المسيلة أشار رئيس حركة الانفتاح عمر بوعشة إلى إن العزوف السياسي والانتخابي سيطيل من عمر الأزمة المتعددة الجوانب التي يعيشها المجتمع الجزائري داعيا الشباب إلى الاسهام في بناء الوطن من خلال الانخراط في عالم السياسة . وفي هذا السياق أوضح المتحدث خلال تجمع شعبي أن عزوف غالبية الشباب عن ممارسة السياسة وعدم انخراطهم في الأحزاب السياسية أدى إلى اقتصار الممارسة السياسية على فئة معينة من المجتمع. ووعد بوعشة جموع الطلبة التي حضرت تجمعه بأنه في حال فوز حركة الانفتاح بالاقتراع المقبل ستعمل على "تطبيق برنامجها الاقتصادي والاجتماعي يولي أهمية لفئة الطلبة باعتبارها إطارات المستقبل. أما رئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش فقد أعتبر من ولاية قالمة الانتخابات القادمة "فرصة هامة لتغيير ميكانيزمات تسيير شؤون البلاد". و أوضح بن بعيبش لدى تنشطيه تجمعا شعبيا بأن المشكل الذي تعيشه الجزائر هو"مشكل سياسي بالدرجة الأولى" مضيفا بأنه لابد من "وضع آلية لكيفية الوصول إلى السلطة و مغادرة السلطة" .وأعتبر رئيس حزب الفجر الجديد الاستحقاق القادم "يوم تأسيسي للدولة الجزائرية الحديثة" و "بداية لوضع الجزائر في الطريق الصحيح". وبدوره ذهب رئيس حزب الشباب الديمقراطي سليم خلفة إلى التركيز على أهمية فتح المصانع المغلقة لفائدة الإطارات الجامعية. وأوضح خلفة لدى تنشيطه لتجمع شعبي بولاية تسمسيلت أنه يتعين إستغلال الإطارات الجامعية من خلال فتح المصانع المغلقة بعدما كانت الجزائر تزخر في الماضي بالصناعات الثقيلة والتحويلية . كما أكد على ضرورة "وضع استراتيجية في الاستثمار من خلال إعطاء الأولوية للمستثمر الوطني بدل الأجنبي وذلك عن طريق ضوابط وأسس".