أكد الاسرى الفلسطينيون أنهم ماضون في اضرابهم الذي مضى عليه 20 يوما وهددوا بأنه سيأخذ شكلا مغايرا من خلال اتخاذهم لخطوات خطيرة قد تضع حياتهم على المحك مع استمرار تجاهل الاحتلال لمطالبهم في وقت تتجه فيه الانظار الى اجتماع الجامعة العربية اليوم الاحد وما قد يتمخض عنه لصالح قضية هؤلاء. ومن المقرر أن تعقد جامعة الدول العربية اليوم اجتماعا لمجلسها على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة دولة الكويت لمناقشة وضع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية. ودعا أحمد بحر النائب الاول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني اليوم الاحد الجامعة العربية لاتخاذ قرارات حاسمة وفاعلة لانهاء معاناة الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلى. كما دعت كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي الفلسطيني والتابعه لحماس الجامعة العربية في اجتماعها بضرورة وسرعة التحرك الجاد والعاجل نصرة للأسرى في سجون الاحتلال والوقوف على معاناتهم وآلامهم وعذاباتهم بدعم عربي جاد وقوي. ودعت الكتلة ايضا الجامعة العربية الى ضرورة اتخاذ خطوات عملية داعمة ومساندة لهم ولقضيتهم العادلة والمساهمة الفاعلة للتخفيف من معاناتهم ووضع كل الجهات والمنظمات العربية والدولية أمام مسؤولياتها. في غضون ذلك أكد ممثلو لجنة الحوار الفصائلية والهيئة القيادية العليا للإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون بأنهم سيجتمعون اليوم مع لجنة الحوار المنبثقة عن إدارة مصلحة السجون التي يترأسها "يتسحاق جباي" لتلقي الردود النهائية حول مطالب الأسرى. وأكد أعضاء اللجنة في بيان لهم اليوم تلقته جمعية الأسرى والمحررين التي أوكل إليها مهمة الحوار نيابة عن الأسرى المضربين عن الطعام بأنه إذا لم تتعاطى إدارة السجون مع مجمل مطالبهم بشكل إيجابي وحاسم بعيدا عن المناورة والتسويف فإن الأسرى سيتخذون عددا من الخطوات التصعيدية الخطيرة التي من شأنها أن تغير قواعد اللعبة وتقلب الأمور رأسا على عقب داخل السجون . وأشاروا الى بعض هذه الخطوات ومنها امتناع جميع الأسرى المضربين عن تناول الفيتامينات المقدمة من قبل أطباء السجون حتى لا يخضعوا للمساومة و"الابتزاز" على حساب مطالبهم . الى جانب ذلك سيمتنع الأسرى عن الوقوف أثناء العدد كما تم تجهيز عدد من الأسرى "الاستشهاديين" الذين سيمتنعون تماما عن شرب الماء حيث أعلن هؤلاء جاهزيتهم التامة للارتقاء شهداء دون كرامتهم وفي سبيل تحقيق مطالب الأسرى العادلة. وتوجه الأسرى في بيانهم إلى محطات البث الإذاعي والتلفزيوني وعلى رأسها " تلفزيون فلسطين" "راديو الحرية " "راديو أمواج" إذاعتي"القدس" و"الأقصى" وهي الوسائل الإعلامية المتاحة للأسرى والتي يصل بثها إليهم بوضوح بدعوتهم إلى إذاعة هذا البيان ليتسنى لزملائهم الأسرى في كافة السجون والمعتقلات الاستماع لمضامينه والالتزام بما جاء فيه تفاديا لسوء التنسيق والإدارة لهذه المعركة المفصلية . وختم الاسرى بيانهم بالاعلان عن إصرارهم على المضي قدما في طريقهم نحو الحرية بكل تحد وثبات حتى تحقيق كامل مطالبهم العادلة في العيش بكرامة خلف القضبان وصولا إلى نيل حريتهم مهما طالت مدة المعركة ومهما كلف الأمر من تضحيات. وفي هذا الاطار ذكرت محطات اذاعة محلية ان عدد المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال سيتسع يوما بعد أخر متوقعة أن يصل عددهم الى نحو ثلاثة الاف اسير ومعتقل موقوفين في عدد من السجون. ولفتت الى مواصلة سلطات السجون عملياتها التعسفية بحق الاسرى وتنفيذ عمليات نقل واسعة طالت الكثير منهم مبينة ان هذه السلطات تعمل من جهة اخرى على تقديم اغراءات للاسرى المضربين تشمل وعودا بدراسة مطالبهم بعد وقف الاضراب وتحسين ظروف اعتقالهم. وقال الناطق الإعلامي كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي الفلسطيني للكتله النائب مشير المصري أن الإجراءات العقابية الاسرائيلية بلغت مداها ضد الأسرى الذين فاض بهم الكيل وشارفوا على مرحلة الانفجار ولم يعد لديهم ما يخسرونه في معركة الآدمية والكرامة والحقوق الإنسانية التي يخوضونها في مواجهة جبروت اسرائيل وإجراءاتها العنصرية . من جانبه اعتبر عزام الاحمد رئيس كتلة حركة "فتح" البرلمانية وعضو لجنتها المركزية إضراب الأسرى عن الطعام جذر المقاومة الشعبية التي هي أقوى من الرصاص مؤكدا أنه لن يتم توقيع أي اتفاق مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي بدون تبييض السجون. وفي اطار الحملة التضامنية مع الاسرى المضربين عن الطعام يواصل عشرات المواطنين بمشاركة آسرى محررين من السجون الاسرائيلية اضراب مفتوح عن الطعام شرعوا فيه منذ اربعة ايام في خيمة تضامنية خاصة في ميدان الجندي المجهول وسط غزة اذ تضم العديد من الناشطين والمعتقلين المحسوبين على كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا (فتح) و(حماس). وشارك الكثير من النساء وأمهات المعتقلين في الاضراب المعلن عن الطعام الذي وصل في بعض الحالات الى اكثر من شهرين فيما تسود خشية كبيرة من تعرض حياة هؤلاء لانتكاسات خطيرة تمس حياتهم.