صرحت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المصرية انها ستعلن النتيجة النهائية للانتخابات ظهر الاحد فيما تتواصل مظاهرات ضخمة لمناصري الاخوان المسلمين بميدان التحرير وسط القاهرة وفي محافظات اخرى للمطالبة بإعلان "فوز" محمد مرسي رئيسا للجمهورية وتسليمه كامل السلطات من المجلس العسكري. واعلنت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان رئيس لجنة الانتخابات سيعقد مؤتمرا صحفيا بعد ظهر غد يعلن فيه النتائج النهائية تتضمن إعلان كافة الإحصائيات المتعلقة بجولة الإعادة ونتيجة الفصل في الطعون المقدمة من المرشحين شفيق ومرسي. ويأتي هذا الاعلان في ظل حالة التوتر والارتباك الذي تشهده الساحة السياسية نتيجة الشكوك المثارة حول تأجيل اعلان النتيجة النهائية لمدة اربعة ايام مع تواصل حرب البيانات بين مناصري المرشحين وادعاء كل منهما فوز مرشحه . وقد دعت حملة الفريق أحمد شفيق انصارها الى تنظيم تجمع مساء اليوم بالقاهرةالجديدة للاحتفال بفوز مرشحهم بالموازاة مع تجمع الاف من انصار الاخوان وحلفائهم بميدان التحرير بالقاهرة. وكانت تسريبات اعلامية اشارت الليلة الماضية ان لجنة الانتخابات قد انتهت من فحص كل الطعون وانه ليس هناك تغير في النتيجة التي "تبقى لصالح محمد مرسي بنسبة نحو 51.5 بالمائة من الاصوات". وأكدت تصريحات مسؤولين في حزب الحرية والعدالة هذه التسريبات حيث قال رئيس اللجنة القانونية للحزب أن اللجنة ستعلن النتيجة النهائية بفوز محمد مرسي. فيما وجه نائب رئيس الحزب عصام العريان نداء طمانة للمتظاهرين في التحرير قال فيه انه تلقى مؤشرات نهائية من "مصادر ثقة" ب "فوز" محمد مرسي بعد التوافق في اللجنة العليا للانتخابات على تقليص الفارق في الاصوات ارضاء للمنافس. غير ان هذه التسريبات لم تؤثر على احتشاد المتظاهرين والمعتصمين في ميدان التحرير وفي محافظات اخرى حيث تواصل اليوم توافد اعداد كبيرة من المحتجين ومن مختلف المحافظات الى الميدان رغم حرارة الجو. فيما يحذر المحللون السياسيون من تداعيات حالة الفوضي والارتباك والاستقطاب الحاد الذي يشهده الشارع قبل اعلان نتيجة الانتخابات في ظل دعوة بعض القوى السياسية القوات المسلحة الى حماية البلاد من حظر الاسلام السياسي . وقد اعلنت اليوم عدد من الأحزاب و الشخصيات السياسية عن تشكيل "الكتلة المدنية المصرية" لحماية مصر من" الاستبداد باسم الدين او عسكرة الثورة" كرد على الاتفاق الذي توصل إليه مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي مع عدد من الاحزاب والقوي السياسية والشخصيات العامة بشان المرحلة المقبلة . وانتقد المنضمون تحت " الكتلة المدنية المصرية " خلال مؤتمر صحفي هذا السبت استعمال الشارع للضغط على العدالة والمواجهات السياسية واعتبروا أن حشد الجماهير يعكس عدم الثقة فى الفوز ومحالة فرض نتيجة بعينها . وقد اتخذت السلطات العسكرية استعدادت امنية مكثفة في كافة محافظات مصر حيث تم نشر قوات مشتركة من الجيش وعناصر الامن لحماية مؤسسات الدولة والمنشآت الحيوية ودور الدين والبنوك وذلك تحسبا لأي حالة انفلات امنية واعمال شغب في اعقاب الاعلان غدا عن الرئيس المنتخب حسب ما نقلته تقارير اخبارية. وكانت الولاياتالمتحدةالامريكية وعدد من الدول الاوربية قد دعت الحكومة والسلطات المصرية إلى الاسراع بإعلان نتائج الانتخابات لتلافي حالة البلبلة الحالية في ظل ما يثار حول الإعلان الدستوري المكمل الذي يمنح للمجلس العسكري سلطات على حساب الرئيس المنتخب وكذا حل البرلمان و منح سلطة "الضبطية القضائية" لعناصر الجيش للقبض على المدنيين. وقد انتقدت وزارة الخارجية المصرية التصريحات الخارجية المتعلقة بالشأن الداخلي ومسيرة الانتقال الديمقراطي في البلاد واعتبرت انها يمكن ان "تؤثر سلبا" على سير هذه العملية فضلا على انها تمثل "تدخلا غير مرغوب فيه في الشأن الداخلي المصري".