يكتسي موضوع ترقية الرياضة المدرسية التي تعد أساس تكوين رياضيي المستوى العالي مستقبلا، مكانة هامة في مخطط عمل الحكومة. ففيما يخص النشاطات الرياضية التزمت الحكومة بمواصلة العمل من اجل تعزيز أعمال و إجراءات تكثيف و ترقية الرياضة المدرسية و كذا الرياضة الجامعية و رياضة المعاقين و الرياضة النسوية و الرياضة المحلية. وكشفت وزارة الشباب و الرياضة مؤخرا عن المحاور الكبرى لاستراتيجيتها التي تريد من خلالها ترقية الرياضة الجزائرية لبلوغ مستوى البلدان المتطورة. في هذا الصدد، أكد وزير الشباب والرياضة، السيد محمد تهمي أن الرياضة المدرسية ستحظى "باهتمام خاص" في إعداد برامج التطوير سيما أقسام الرياضة و الدراسة داعيا أولياء التلاميذ للالتزام بهذا المسعى لان البعض منهم لا زالوا مترددين لفكرة إرسال أولادهم خشية أن يؤثر مشوارهم الرياضي على مسارهم الدراسي . وتعد المزاوجة بين الرياضة و الدراسة أمرا ممكنا دون إهمال الدراسة على غرار طلبة الثانوية الرياضية بدرارية (الجزائر العاصمة) حيث تنتهي الدروس على الساعة الثالثة زوالا (15:00 سا) قبل أن تنطلق التدريبات اليومية دون أن يكون لذلك تاثير سلبي على تمدرس التلاميذ. الرياضة المدرسية " مشتلة حقيقية للنخبة الوطنية" فإذا كان الوزير تهمي قد اعتبر الرياضة المدرسية " مشتلة حقيقية للنخبة الرياضية الوطنية " فان ذلك راجع لكون السلطات الجزائرية قد قررت تركيز جهودها على هذا القطاع الذي يحصي حوالي 600000 حامل اجازة من اجل تكوين رياضيي الغد . وقد أظهرت مشاركة الرياضيين الجزائريين الشباب خلال الألعاب الرياضية المدرسية العربية ال19 التي جرت من 5 إلى 15 سبتمبر بالكويت حيث حصدوا 69 ميدالية (23 ذهبية و 28 فضية و 18 برونزية) أن الطاقات موجودة و يجب فقط استثمارها. وقد استقبلت أقسام الرياضة و الدراسة منذ سنة 2008 اكثر من 18000 تلميذ في 16 تخصصا و ذلك على مستوى 750 قسما ب334 مؤسسة مدرسية موزعة عبر 48 ولاية من الوطن. في ذات السياق أحصت الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية حتى الآن حوالي 600000 حامل اجازة منهم 250000 إناث في تسع رياضات يؤطرهم حوالي 2000 أستاذ. وتسعى الوصاية حسب الاستراتيجية المنتهجة من قبل اللجنة الوزارية إلى تحسين العمل الذي تمت مباشرته من خلال توحيد برامج 750 قسما فضلا عن تكفل طبي نوعي وإمكانيات استرجاع في المستوى. كما وضعت وزارة الشباب و الرياضة نصب أعينها تطوير النشاطات الرياضية على كل المستويات ابتداء من الابتدائي إلى غاية الطور الجامعي مرورا بالرياضة للجميع و الرياضة الجوارية و الرياضة النسوية من اجل اكتشاف المواهب الشابة. في هذا السياق أعربت الوزارة عن نيتها كذلك في توجيه نشاطات و مضامين برامج مختلف الاتحاديات نحو تكوين المواهب الشابة حسب مخطط يحدده قطاع الشباب والرياضة. كما يوصى المختصون بضرورة الاهتمام بالرياضة الجامعية الفعالة لكونهم يعتبرونها مكمل طبيعي في مسار المتمدرسين. وبالموازاة مع هذا المسعى التكويني لم تغفل الوزارة المكلفة بالشباب أن تدرج في نظرتها المستقبلية مسالة الهياكل الرياضية و ممارسة الرياضة على جميع المستويات. كما أن إسهام المدارس الرياضية الوطنية التي طال انتظاره و الذي تنوي السلطات العمومية تفعيله بصورة جدية علاوة على مشاركة وزارة التربية الوطنية تعد بمثابة الوصفة المناسبة للرياضة الجزائرية المريضة حاليا.