أكد رئيس مجلس وزراء جمهورية مصر العربية هشام قنديل يوم الثلاثاء بالجزائر على وجود إرادة سياسية "قوية" لتكثيف التعاون الثنائي بين الجزائر و مصر. و قال قنديل في ندوة صحفية نشطها في ثاني يوم من زيارته للجزائر أن "هناك حاجة و رغبة و إرادة سياسية قوية لتكثيف التعاون الثنائي و الدفع به إلى الأمام". و وصف قنديل زيارته للجزائر ب"الناجحة" مشيرا إلى أنه تم الإتفاق على تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين "للدفع بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الذي تستحقه" لأن الأمر يتعلق — كما أبرز — "بدولتين كبيرتين سواء من حيث عدد السكان أو من حيث الإمكانات المتاحة". و أوضح أنه تم التباحث خلال هذه الزيارة في سبل دعم التعاون الثنائي في جميع المجالات لاسيما في المجال الإقتصادي. و في مجال التنسيق السياسي ذكر رئيس الوزراء المصري باللقاء الذي جمع أمس الإثنين وزيري خارجية البلدين مراد مدلسي و محمد كامل عمرو للتنسيق بخصوص القضايا التي تهم المنطقة العربية و القارة الإفريقية مضيفا أن الجزائر و مصر من "أكبر المساهمين" في الإتحاد الإفريقي. و أشار إلى تنظيم لقاءات ثنائية على مستوى الوزراء و كذا رجال الأعمال للبلدين لدفع الإستثمار المشترك. في رده عن إمكانية قيام الرئيس المصري محمد مرسي بزيارة للجزائر أوضح قنديل أنه مكلف بتوجيه دعوة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لزيارة مصر معربا عن أمله في أن يلتقي رئيسا البلدين في "القريب العاجل". و بخصوص الوضع في ليبيا أكد أن مصر "متعاطفة" مع هذا البلد مشيرا إلى وجود "تنسيق بين الدولتين (مصر و ليبيا) لتبادل المعلومات حول المسائل الأمنية مذكرا بوجود آلية للتشاور و التنسيق في هذا المجال ما بين مصر و ليبيا و تونس. وأوضح أن بلاده تعاني من موضوع تهريب السلاح "معاناة شديدة" مشيرا إلى "وجود تنسيق ما بين الحكومة المصرية و نظيرتيها الجزائرية و الليبية في المسائل الأمنية و في مجال محاربة المخدرات". و لدى تطرقه لموضوع ترقية التعاون في مجال السياحة دعا قنديل إلى تسهيل إجراءات تنقل الأشخاص بين الجزائر و مصر و مضاعفة الأعداد السياحية بين البلدين مشيرا إلى أنه تم تكليف وزارتي خارجية البلدين للعمل سويا من أجل تذليل عقبات الحصول على التأشيرة. و عن سؤال حول الوضع في سوريا أعرب قنديل عن أمله في أن يستجيب النظام السوري للهدنة التي طرحها المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي. و أضاف قائلا: "ما يشغلنا أكثر هو الاستجابة للمبادرات المطروحة على الساحة سواء كانت في إطار الجهود الأممية أو من خلال اللجنة الرباعية لتحقيق السلام في هذا البلد الشقيق". و سجل قنديل وجود "توافق" بين الجزائر و مصر حول عدم التدخل العسكري لحل الأزمة السورية لأن هذا التدخل — كما قال — "من شأنه أن يعقد هذه المشكلة الحساسة".