اوصى المشاركون في الملتقى الثالث العالي المستوى للاتحاد الافريقي حول تعزيز السلم والامن والاستقرار في القارة الافريقية في ختام اشغاله الليلة بالقاهرة الاتحاد الافريقي وشركاءه بتكثيف الجهود لمنع النزاعات في القارة ومواجهة تحديات اعادة الاعمار والتنمية لتعزيز المكاسب المحققة. وحث المشاركون في البيان الختامي للملتقى على التنفيذ الكامل للهيكل الافريقي للسلم والامن وتعبئة الموارد البشرية والمالية اللازمة وكذلك ادماج كافة الادوات الموجودة في مجال السلم والامن مرحبين في هذا الصدد بانشاء شبكة تربط لجنة الحكماء للاتحاد الافريقي بالعديد من الهياكل المماثلة على المستوى الاقليمي . كما طالب البيان باهمية العمل على اعطاء الاولوية لمنع النزاعات سواء من خلال تنفيذ مواثيق الاتحاد الافريقي ذات الصلة بترشيد الحكم وحقوق الانسان والديمقراطية واحترام التنوع او عن طريق دعم قدرات الاتحاد الافريقي بما يمكنها من اطلاق مبادرات اكثر فعالية في مجال الدبلوماسية الوقائية للتعامل مع الازمات الكامنة وتفادي تفاقمها وتحولها الى نزاعات مفرطة التضخم . ودعا الملتقى الى بذل المزيد من الجهود المنظمة للتصدي لتحديات التنمية واعادة الاعمار بعد انتهاء النزاعات بغية تعزيز المكاسب التي تحققت واثنى المشاركون في هذا الصدد على صلابة ومواءمة مبادر التضامن الافريقي التي تهدف الى حشد الموارد داخل القارة لدعم البلدان الافريقية الخارجية من النزاعات . كما دعا الملتقى الى تنظيم العلاقة بين الاتحاد الافريقي والمجموعات الاقتصادية الاقليمية .وحث من جهة اخرى على ضرورة تعزيز شراكة الاتحاد مع الشركاء الدوليين والاقليميين بما في ذلك الاممالمتحدة .وعلى الصعيد الداخلي تعزيز دور المجتمع المدني في دعم السلم والامن باعتبار ذلك جزءا لا يتجزا من عموم الجهود الرامية الى زيادة المشاركة الشعبية الافريقية في شؤون الاتحاد . وعلى الصعيد التربوي حث المشاركون في الملتقى على ضرورة ادراج مبادئ الاتحاد الافريقي المتعلقة بالسلام والقيادة الرشيدة وكذا سياسات وانشطة الاتحاد في المناهج الدراسية . وكان المشاركون قد نوهوا في البيان الختامي بالتقدم المحرز في انشاء الهيكل الافريقي للسلم والامن وكذا ما انجز من عمل لا سيما من طرف لجنة الحكماء والقوة الافريقية الجاهزة والنظام القاري للانذار المبكر . واشاد بالخطوات التي تمت في مجال تشغيل الهيكل الافريقي للحكامة الذي يتمحور حول الميثاق الافريقي للديمقراطية والانتخابات وترشيد الحكم والذي اعتمد في عام 2007 ودخل حيز التنفيذ عام 2012. ولاحظ المشاركون في الملتقى القدرة الاستباقية التي اثبتها الاتحاد الافريقي ومعه المجموعات الاقتصادية الاقليمية في معالجة الازمات والنزاعات في القارة .كما القى الضوء على التقدم المحرز في التعامل مع عدد من النزاعات الاكثر تعقيدا وضراوة في القارة بدعم من الشركاء الدوليين خاصة الاممالمتحدة ومن ذلك نزاعات بورندي والسودان والصومال وكذلك دعم السلام في عدد من الدول الخارجة من النزاعات. غير ان البيان اشار الى التحديات التي ما تزال تواجه الاتحاد لاسيما ما يتعلق بالمساهمة الضئيلة للاتحاد في تمويل جهود السلم والامن في القارة وكذا التحديات المرتبطة بالاوضاع السائدة في شمال مالي والساحل الافريقي وشرق الكونغو الديمقراطية وغينيا بيساو اضافة تحديات الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والقرصنة وضعف الحكامة والفساد ...وهي تحديات وظواهر سلبية تقيد الامن الانساني في القارة وتهيئ الظروف المواتية لاستمرار النزاعات وحالة عدم الاستقرار .