دعا المشاركون في لقاء حول "التكفل الصحي أثناء الثورة التحريرية وبعد الاستقلال" يوم الأربعاء الاطباء إلى الاستلهام من التضحيات الجسام التي قدمها الاسلاف أثناء الثورة التحريرية للتكفل بالجرحى رغم نقص الكفاءات والامكانيات. وأشاد المشاركون في هذا اللقاء الذي نظمته المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لسيدي محمد بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة بمناسبة الذكرى 50 لاستعادة الاستقلال الوطني بالتضحيات التي قدمها العديد من الاطباء الجزائريين ابان الثورة التحريرية للتكفل بالمرضى من المجاهدين لاسيما في الجبال رغم نقص الوسائل الطبية. و أوضحوا بانه رغم نقص الكفاءات والوسائل والاجهزة الطبية لتشخيص اثر الاصابة والقيام بالعمليات الجراحية الا ان هؤلاء الاطباء كانوا يباشرون عملهم الانساني بكل "قوة أملهم الوحيد هو انقاذ الجرحى من الخطر". وفي هذا الاطار اشار بوغيطة رشيد مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لسيدي امحمد إلى ان عدد الاطباء الجزائريين اثناء الثورة التحريرية كان قليل جدا وبعد تحقيق الاستقلال في 1962 كان لايتعدى عددهم ايضا 300 طبيب الا ان تفانيهم في حب الوطن والعمل الانساني جعلهم يقومون بعدة عمليات بطولية لانقاذ حالات مستعصية. ودعا الاطباء من الجيل الحالي للاستلهام من تجارب وخبرات هؤلاء الاطباء الذي وهبوا حياتهم لخدمة الجرحى أثناء الثورة التحريرية والتكفل ايضا بالمرضى بعد تحقيق الاستقلال. وتم خلال هذا اللقاء الاستماع إلىعدة شهادات حية لاطباء شاركوا في الثورة التحريرية من بينهم الدكتور والمجاهد لمين خان الذي تكفل بتكوين الاطباء والاعوان شبه الطبيين انذاك. كما تم تقديم شهادات حية حول التضحيات التي قدمها الدكتور والمجاهد اسماعيل دحلوك الذي انضم للثورة التحريرية بالولاية الرابعة وكيف كان يسخر وقته كاملا لعلاج الجرحى من المجاهدين رغم نقص الادوية والاجهزة الطبية. ومن جهتهم اكد العديد من المجاهدين الذي جرحوا اثناء مشاركتهم في المعارك ضد جيش الاحتلال ابان الثورة التحريرية انه رغم الاصابات الخطيرة التي تعرضوا اليها غير أنهم تماثلوا للشفاء بفضل تفاني الاطباء الذين تكفلوا بهم طبيا ونفسيا. من جهته قدم البروفيسور جون بول غرونغو حصيلة الانجازات التي حققها قطاع الصحة في البلاد منذ الاستقلال إلى اليوم لاسيما فيما يخص الاجهزة والمؤسسات اصحية وكذا في مجال تكوين الاطباء. وحسب المشاركين في هذا اللقاء فان التحدي الحقيقي يكمن حاليا في البحث عن السبل الكفيلة بتدعيم الجهود وتنسيق عمل الكفاءات لتلبية احتياجات المواطنين في المجال الصحي.