هنأت العديد من الدول عبر العالم فلسطين على قرار رفع مكانتها إلى دولة مراقب غير عضو بمنظمة الأممالمتحدة بعد حصولها على أغلبية الاصوات في الجمعية العامة للمنظمة والذي اعتبره الرئيس الفلسطيني محمود عباس انتصارا للسلام والحرية والشرعية الدولية. وأعربت الجزائر عن تهانيها و ترحيبها بهذا القرار فور الكشف عن نتائج التصويت معتبرة إياه "إنتصارا ديبوماسيا باهرا بعد 65 سنة من خطة تقسيم فلسطين و بعد 24 سنة من الاعلان الرسمي للمجلس الوطني الفلسطينيبالجزائر عن قيام الدولة الفلسطينية ينبئ بانتصارات جديدة للكفاح البطولي الذي يقوم به الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه غير القابلة للتصرف". وجدد الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني "دعم الجزائر الثابت وغير المشروط لقضية الشعب الفلسطيني الشقيق العادلة نحو بناء دولة فلسطينية مستقلة و ذات سيادة على اساس حدود قبل 1967 و عاصمتها القدس". كما عبرت الجامعة العربية عن تهانيها للشعب و السلطة الفلسطينيين بالمناسبة مجددة دعمها للجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وشددت على ان تنطلق الخطوات المستقبلية من مصلحة الشعب الفلسطيني وعدم ربط ذلك بأية إجراءات قد تتخذها الولاياتالمتحدة وإسرائيل ضد الفلسطينيين من إجراءات خطيرة وعقابية. نفس الترحيب و الدعم أعربت عنه منظمة التعاون الإسلامي واصفة القرار الأممى بأنه "ضمانة دولية لا تقبل التراجع ونقطة تحول في تاريخ القضية الفلسطينية و إنجاز تاريخي على طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة". من جهتها اعتبرت تركيا على لسان رئيسها عبد الله غول و رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ان هذا القرار "يوضح أن التأييد للقضية الفلسطينية وصل إلى أعلى مستوى له و يفتح صفحة جديدة في تاريخ الشعب الفلسطيني". و رحبت كل من الأردن وقطر بما اعتبرتاه قرارا تاريخيا و استراتيجيا الذي يرمى إلى إستعادة الحقوق الفلسطينية المنتهكة من طرف الإحتلال الإسرائيلي كما دعتا على إلى حشد الدعم الدولي والانتصار للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. وأكد البرلمان الاوروبى ترحيبه بالقرار الأممى الذي حاز على الأغلبية في الجمعية العامة لمنظمة الاممالمتحدة مشيرا إلى دعمه لهذا التوجه وتأييده لحل الدولتين على أساس حدود سنة 1967 . وبالرغم من أن الولاياتالمتحدة اعربت عن "أسفها" حيال هذا القرار الذي اعتبرته "غير مجد ويضع عراقيل امام السلام" إلا ان بريطانيا أبدت احترامها لنتيجة التصويت واعدة بمضاعفة جهودها لإنعاش عملية السلام و حل الدولتين. وأكدت الصين إن هذا النجاح الفلسطينى هو"خطوة ايجابية" في طريق الحصول على الإستقلال الكامل لافتة النظر إلى الدعم الدولى المتزايد الذي تحظى به "القضية العادلة للشعب الفلسطيني" بينما انظمت البرازيل إلى قائمة الدول المرحبة و المهنئة لفلسطين بالمناسبة. ودعت ألمانيا التي امتنعت عن التصويت إلى استغلال مكانة فلسطين الحالية في الدفع بمسار المفاوضات في أسرع وقت ممكن. ومباشرة بعد الاعلان عن نتائج التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة شهدت الاراضي الفلسطينية احتفالات واسعة حيث تجمع الاف الاشخاص فى مدينة رام الله بالضفة الغربية حيث يوجد مقر السلطة الفلسطينية للتعبير عن فرحهم بهذا الانتصار التاريخي. وقال جبريل الرجوب القيادى فى حركة "فتح" وعضو لجنتها المركزية امام الجمهور فى رام الله " نحن فى هذه اللحظة الاستثنائية نطوى صفحة ونفتح صفحة جديدة بعد 65 عاما من الظلم والتشرد والعذاب ". كما رحبت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤكدة ان فلسطين "تستحق اكثرمن ذلك" ومشددة على ضرورة وضع هذه الخطوة "في سياقها الطبيعي كجزء من رؤية وإستراتيجية وطنية ترتكز على التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية وعدم التفريط في تراب الأرض الفلسطينية". واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هذا المكسب " إنتصارا وتقدما في القضية الفلسطينية في إطار المؤسسة الدولية" داعية إلى "تحويل هذا القرار لواقع ملموس خاصة في ظل التهديدات التي صدرت عن مندوبي أمريكا وكندا وإسرائيل والتي حاولت أن تجرد هذا القرار من مضمونه". ومن جانبه أوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن قبول الطلب الفلسطيني على المستوى الأممى يعني أن فلسطين أصبحت دولة تحت الاحتلال ينطبق عليها ميثاق جنيف الرابع و عليه سيتم لاحقا إجراء إنتخابات رئيس دولة وبرلمان فلسطينيين. وصوت لصالح القرار الاممي الذي يحمل عنوان "حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير" 173 دولة بزيادة 7 أصوات مقارنة بالعام الماضي بينما عارضته كندا وإسرائيل والولاياتالمتحدة وميكرونيزيا وجزر المارشال ناورو وامتنعت 3 دول عن التصويت هى الكاميرون وهندوراس وجنوب السودان. ويتضمن القرار حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير بما في ذلك الحق في أن تكون له دولته المستقلة كما يحث جميع الدول والوكالات المتخصصة ومؤسسات منظومة الأممالمتحدة على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني ومساعدته على نيل حقه في تقرير المصير في أقرب وقت.