هددت أحزاب وحركات التيار المدني في مصر باللجوء في حال عدم سحب الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي إلى "الإضراب العام والعصيان المدني الشامل" فيما يحشد الإسلاميون اليوم السبت جموعهم لأكبر مظاهرة لتأييد قرارات الرئيس. أكدت جبهة الإنقاذ الوطني المصرية التي تضم اكثر 20 حزبا سياسيا وحركة وائتلافا من التيار المدني إضافة إلى شخصيات مستقلة في بيان لها اوردته الصحافة اليوم السبت التزامها برفض الإعلان الدستوري "المشوه والباطل" مؤكدة على الحق في "استخدام كل خطوات النضال السلمي والمدني بما فيها الإضراب العام والعصيان المدني الشامل لعمال وفلاحين وموظفي القطاع الخاص". كما أعلنت جبهة الإنقاذ التي تنشط جل المظاهرات المطالبة بسحب الإعلان الدستوري الجديد وحل الجمعية التأسيسية بأنها "تدرس جديا" تنظيم الاعتصامات حول مقر الرئاسية محذرة من أن "الأزمة الخطيرة" التي تمر بها مصر منذ 22 نوفمبر الماضي والتي تصاعدت مع إنتهاء الجمعية التأسيسية من وضع الدستور وإعتزام الرئيس طرحه للإستفتاء الشعبي "سيعرض البلاد لحالة من الشلل التام ويضرب شرعية الرئيس في مقتل". ويتسلم الرئيس المصري محمد مرسي مساء اليوم مشروع الدستور الجديد الذي أقرته الجمعية التأسيسية أمس الجمعة حيث ينتظر أن يوجه الدعوة للمواطنين المصريين للاستفتاء عليه. ومن جهة أخرى، انتقدت جماعة الإخوان المسلمين بشدة دعوة قادة جبهة الإنقاذ الوطني لمحاصرة قصر الرئاسة محذرة من أن ذلك "يورط البلاد في بحر الدماء تنفيذا لاحدات مشبوهة". ويحشد الإخوان المسلمون جموعهم ظهر اليوم بمشاركة 18 حركة وحزبا من التيار الإسلامي لمظاهرة بميدان النهضة بالجيزة في محيط جامعة القاهرة تأييدا للإعلان الدستوري وقرارات الرئيس مرسي يسعون لان تكون الأكبر على الإطلاق حيث يتواصل توافد عشرات الحافلات من مختلف المحافظات للمشاركة في هذه المظاهرة التي أطلق عليها شعار "نصرة الشرعية والشريعة" فيما انطلقت مسيرات كبرى من مساجد القاهرة نحو ميدان النهضة. وكانت جماعة الإخوان المسلمين والقوى الإسلامية الأخرى قد وافقت الخميس الماضي على تغيير مكان التظاهر من ميدان التحرير وسط القاهرة إلى الجيرة تخوفا من نشوب احتكاكات بين متظاهري هذه القوى وناشطي قوى التيار المدني المعتصمة في ميدان التحرير منذ 23 نوفمبر الماضي احتجاجا على الإعلان الدستوري وقرار مرسي. وتسود تخوفات من حدوث اشتباكات بين متظاهري القوى الإسلامية وشباب المناطق المجاورة لميدان النهضة الذين نظموا أمس مسيرات احتجاج ضد تنظيم مظاهرات "الشرعية والشريعة" . وحسب مصادر من التيار الإسلامي فان الاصطفاف الكبير للتيار الإسلامي مع جماعة الإخوان المسلمين في هذه المظاهرة يكشف وجود تناغم للحشد للاستفتاء على الدستور المقرر أن يتحدد تاريخه مساء اليوم وذلك وفق خطة متكاملة اقرها "التيار الإسلامي العام" مؤخرا . وذكرت نفس المصادر أن جماعة الإخوان المسلمين واكثر من 22 حركة وحزبا منضويا تحت لواء " التيار الإسلامي العام " قررت "الحشد بكافة الوسائل" من اجل التصويت ب"نعم" على مشروع الدستور باعتباره "السبيل الوحيد" لخروج مصر من المأزق "رغم أن صياغته لا تلبي طموحات القطاع العريض من الحركة الإسلامية" حسب ما قال القيادي في التيار الإسلامي احمد حسين عجيزة.