حضر أكثر من 10 آلاف مواطن ومواطنة قادمين من ميلة وعدد من الولايات المجاورة فعاليات المهرجان الثاني للماء الذي احتضنته اليوم السبت منطقة سد بني هارون بولاية ميلة. ويندرج هذا المهرجان البهيج الذي اشتمل على العديد من النشاطات الترفيهية و الرياضية في سياق احتفالات الولاية باليوم العالمي للماء المصادف ل22 مارس من كل سنة. وقد أقبل المحتفون فرادى وخاصة جماعات و عائلات قدمت بأعداد معتبرة للتمتع بالجو الربيعي الجميل وبالنشاطات و الفضاءات الطبيعية التي يتوفر عليها أكبر سدود الجزائر ممثلا في سد بني هارون. وكانت أبرز محطة الاحتفال في هذا المهرجان المنافسة الوطنية للتجديف التي أقامتها الفدرالية الجزائرية للتجديدف والكانوي كياك في عرض مياه السد بمشاركة 60 رياضيا يمثلون 4 نوادي للتجديف تنشط كلها بولاية عنابة . وقد أعطى إشارة انطلاق المنافسة التي تمت في ثمانية أصناف من رياضة التجديف والي الولاية السيد عبد الرحمان كديد رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي و مدير الشباب و الرياضة و أعضاء من المكتب الجديد للفدرالية الجزائرية للتجديف إلى جانب ممثلين عن وزارات الشباب و الرياضة و الموارد المائية و الداخلية و الجماعات المحلية. وإلى جانب إقامة هذه المنافسات فتحت بالمناسبة فرص أمام المواطنين للقيام بجولات على متن قوارب في عرض مياه السد الذي يوجد حاليا في مرحلة التفريغ الطبيعي لمياهه الفائضة بعدما بلغ منذ أيام عديدة مجددا منسوبا قياسيا ب1 مليار متر مكعب. وعلى أنغام فرق الرحابة و الفلكور المحلي وتحت طقس ربيعي جميل استفاد الحضور المكثف من المواطنين و المدعوين و بعضهم من عائلات تمثل ولايات معنية بتحويلات مياه سد بني هارون من معاينة معرض متنوع للماء تضمن عبر أجنحته الكثيرة نشاطات مختلف المتعاملين في قطاع المياه بالولاية ومن بينهم مؤسسات أجنبية و مكاتب دراسات ومقاولات خاصة و مصنعون لتجهيزات الماء. و كان الموعد بعد ذلك مخصصا للتجوال فوق حاجز سد بني هارون الذي يعد قلب مركب مائي عملاق يستهدف تموين 5 ملايين نسمة بشرق البلاد بمياه الشرب إضافة إلى سقي آلاف الهكتارات الفلاحية. وعبر رب عائلة قدم مع جميع أفراد عائلته بمن فيهم رضيع في الشهر السابع عن امتنانه لمنظمي هذه التظاهرة التي مكنت مئات العائلات -حسبه- من مشاهدة هذا الصرح العملاق في جو ربيعي جميل. واعتبر حسين (25 سنة) من الجزائر العاصمة قاده الحظ إلى عبور المنطقة باكرا نهار اليوم أن الإقبال الملاحظ بكثافة عالية اليوم يبرز بدون شك حالة تعطش لمثل هذه الأنشطة الترفيهية التي "تكشف لنا مقدرات ومؤهلات الكثير من مناطق البلاد وطاقاتها السياحية و الثقافية و الاقتصادية". وتواصلت نشاطات المهرجان بتقديم عروض حول اليوم العالي للماء و أوجه التعاون بين الجزائر و الدول الأخرى في مجال المياه. وعبر والي الولاية بالمناسبة عن ارتياحه الكبير للإقبال و لنوعية التظاهرة التي تعبر -كما قال- عن مؤهلات كبيرة تختزنها المنطقة مشيرا إلى مشاريع جاري التحضير لها على غرار إنشاء شاطئين اصطناعيين على مشارف السد وإنجاز قاعدة للرياضات المائية بالقرارم قوقة "قريبا". وتميزت هذه التظاهرة أيضا بتوزيع الجوائز على المشاركين في شتى المنافسات الأخرى التي نظمت بالمناسبة ومنها مسابقة أحسن طبق بأسماك السد وأحسن رسم حول الماء ومسابقة صيد الأسماك بالصنارة. وإلى جانب ذلك احتضن الموقع جولات للتنزه على مسافة كيلومترات كما أفاد مدير استغلال السد الذي أشار إلى إقبال واسع شهدته هذه المنشأة مند يوم أمس الجمعة. ومن جهتها فقد سخرت الحماية المدنية كما جاء على لسان مديرها الولائي على مدى اليومين أزيد من 22 عونا و ضابطا من أجل تأمين المهرجان الذي تسبب مند صبيحة اليوم السبت في حصول اختناق مروري حاد بحكم غياب مرافق التوقف على الطريق الوطني رقم 27 (قسنيطنة- جيجل) وهو ما حرم الكثير من الوافدين من التمتع بنشاطات هذه التظاهرة التي اشتركت في تنظيمها العديد من الهيئات المحلية . وقد اقترح رئيس جمعية "نور بني هارون" المهتمة بالمحافظة على البيئة التفكير في إنجاز هياكل ملحقة و فتح نقاط توقف و كذا إنجاز مسرح في الهواء الطلق من أجل توفير كل شروط إقامة جميلة للوافدين على هذا المهرجان.