إعتبر مشاركون في أشغال لقاء تحسيسي بسوق أهراس حول كيفية التعايش مع داء السكري خلال رمضان يوم الخميس بأن هذا المرض "ليس بالداء المرعب" وأن علاجه يعد "اتفاقية بين المريض والطبيب". وقدم أطباء مختصون في داء السكري في هذا اللقاء الذي احتضنته قاعة المحاضرات "ميلود طاهري" بمبادرة لكل من أحد مخابر الأدوية والدكتورين محمد آيت عثمان من القطاع العام ومحمد العيفة من القطاع الخاص نصائح وإرشادات حول التعايش مع داء السكري خلال رمضان مشيرين إلى أنه يمكن التعايش معه لسنوات طويلة شريطة المحافظة على التوازن الغذائي و إتباع إرشادات وتوجيهات الطبيب المعالج. وتمت الإشارة كذلك إلى أن فترة صيام شهر رمضان تعرف تغيرات في و تيرة ونوعية الوجبات الغذائية وأيضا في ساعات السهر والنوم بالإضافة لانخفاض نسبي في النشاط البدني. وأشارت ممثلة مخبر الأدوية السيدة إيليا بوجمعة وهي مربية علاجية خلال هذا اللقاء الذي نشطه كذلك ممثل عن مديرية الشؤون الدينية والأوقاف وتميز بحضور ملفت لمرضى السكري إلى أن "الصيام خلال رمضان يعرض المصاب بالسكري إلى اختلال في نسبة السكر في الدم سواء ارتفاعه أو انخفاضه" موضحة "خطر الجفاف خاصة في فصل الصيف" وإلى "خطرالمضاعفات" مؤكدة على ضرورة "استشارة الطبيب المعالج قبل 3 أشهر من حلول رمضان كل سنة" . وأبرز شريط بصري تم عرضه بالمناسبة فئة المصابين بالسكري الممنوع عليهم الصيام مقدما جملة من النصائح لهذه الفئة من المصابين المسموح لهم بالصيام والمتمثلة أساسا في ضرورة القياس المستمر لنسبة السكري و إتباع نظام غذائي متوازن ومنتظم وإلى ضرورة توقيف الصيام مباشرة عند ارتفاع نسبة السكر إلى 3 غرام في اللتر أو انخفاضه ب0,60 غرام أو أقل. وقدم الدكتور محمد العيفة لمحة عن داء السكري بنوعيه الأول والثاني وخصوصيته بالنسبة لشهر الصيام مشيرا إلى أنه كلما امتلك المرضى ثقافة صحية كلما تمكنوا من السيطرة على مرضهم بالكامل. من جهته أشار الدكتور محمد آيت عثمان وبلغة مبسطة إلى أن هذا الداء يصيب هذه الفئة في بداية العمر حيث تنعدم مادة الأنسولين في الجسم معرجا على مضاعفات هذا الداء المتمثلة في القصور الكلوي وإصابة العيون وأمراض الشرايين وحتى إصابة الأعصاب. أما إمام مسجد "الكوثر" بسوق أهراس السيد نسيب كربوسة فدعا المرضى إلى ضرورة إتباع نصائح الطبيب المعالج إما بالإفطار أو صوم الشهر الكريم معتبرا أن رخصة (عدم الصيام) منحها الله سبحانه قبل الطبيب وهي الرخصة الموجهة أساسا لهؤلاء المرضى قبل أن يؤكد على أهمية الالتزام بنصائح الطبيب وإلا قد يلقي المريض نفسه إلى التهلكة . وبعدما اعتبر أن تخلي هذه الفئة من المرضى وعدم تطبيق هذه "الرخصة الشرعية" يعد تماديا في عدم تطبيق نصوص القرآن الكريم رد ذات الإمام على مختلف أسئلة الحضور التي تركزت أساسا حول الطرق الشرعية لتدارك إفطار رمضان بالنسبة لمرضى السكري حيث أكد الإمام على وجوب إفطار مسكين أو فقير كل يوم أو إخراج مبلغ 100 دينار للفقراء.