يكتنف الغموض مسألة تعيين محمد البرادعي رئيس ائتلاف المعارضة المصرية على راس الحكومة الجديدة بعد أن اكدت الرئاسة المصرية أنها لم تحسم بعد في الامر فيما دعا انصار الرئيس المعزول محمد مرسي الى "مليونية حاشدة" اليوم الاحد تحت شعار "استعادة الثورة". وأكد مصدر رسمي مصري، أن الرئيس المؤقت عدلي منصور لم يكلف محمد البرادعي أو غيره بتشكيل الحكومة الجديدة مشيرا الى ان المفاوضات مازالت مستمرة وان الاعلان عن الحكومة الجديدة سيتم في القريب . وقال المستشار الاعلامي للرئيس المصري المؤقت أحمد في مؤتمر صحفي في قصر الرئاسة انه توجد عدة خيارات مطروحة حول إسم رئيس الحكومة "ومن المنطقي أن تدعم القوى الثورية اختيار الدكتور محمد البرادعي لكننا نضع في الاعتبار وجود قوى معارضة وأن تكون هناك أوجه اعتراض مختلفة حول إسم رئيس الحكومة". وأضاف أنه "بعد الثورة تحركت مياه كثيرة وفي مثل هذه الظروف من الصعب إيجاد إسم محل إجماع سياسي لكننا نعمل في هذه المرحلة وفق ما هو ممكن". وكانت مصادر متطابقة ذكرت بأن عدلي منصور كلف محمد البرادعي القيادي في جبهة الإنقاذ بتشكيل الحكومة الجديدة. — ردود فعل متباينة بشأن تعيين البرادعي على راس الحكومة— وأثارت قضية الاعلان عن تعيين البرادعي على راس الحكومة تباينا حيث تبنت قوى واحزاب التيار المدني موقفا مرحبا وداعما واعتبرته "انتصار للثورة" فيما اكدت جماعة الاخوان المسلمين وحزب النور السلفي رفضهما لذلك . واعتبرت جماعة الاخوان المسلمين ان تعيين البرادعي يأتي مكافاة له على دوره في "التخطيط للانقلاب على الشرعية". وقال قايدي بمجلس شورى الاخوان في تصريحات له امس السبت إن تعيين البرادعي هو "استمرار للانقلاب على الإرادة الشعبية" و يكشف "مؤامرة سعي عدد من القوى السياسية والمؤسسة العسكرية للاستيلاء على السلطة". وهدد حزب "النور" السلفي الذي شارك في وضع خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية بالانسحاب من المشهد السياسي الحالي بسبب تعيين البرادعي على راس الحكومة. وعبر نائب رئيس الحزب للشؤون السياسية بسام الزرقاء عن رفض حزبه وضع كافة الصلاحيات في يد رئيس حزب له "توجه معين" موضحا ان "المشهد الحالي في مصر ينذر بالخطر وينبغي أن تكون هناك مصالحة وطنية بين جميع القوى السياسية المصرية من خلال الحيادية بين جميع الأطراف" معربا عن اعتقاده بان هذا التكليف قد يلزم حزب النور بالانسحاب من المشهد السياسي الحالي. وعلى العكس من ذلك رحبت قوى واحزاب التيار المدني بتعيين البرادعي واعتبرته "نجاح لاهداف الثورة في العدالة والحرية ". وقال عمر موسى رئيس حزب المؤتمر والقيادي ب"جبهة الانقاذ" أنه "يثق في قدرة البرادعي والفريق الذي سيعمل معه في إدارة الأمور بكفاءة غابت عن الإدارة السابقة". ودعا موسى الى فترة انتقالية قصيرة تتم خلالها مصالحة وطنية لا تقصي أحدا بما في ذلك التيارات الإسلامية جميعا. وطلب من البرادعي أن يولي الوضع الاقتصادي و الأمني أولوية خاصة. كما اعلن ائتلاف شباب الثورة وحركة 6 أفريل ومعتصمو التحرير تأييدهم لاختيار البرادعي لرئاسة الحكومة مؤكدين ثقتهم في أنه سيعمل على تحقيق أهداف الثورة التي تجاهلها نظام الإخوان المسلمين على مدار العام الماضي وطالبوا بتمكين الثورة وشبابها من مؤسسات الدولة لتطهيرها وتطويرها. من جهته قال المتحدث الرسمي باسم حزب "الدستور" أن البرادعي سيقوم بتشكيل الحكومة من الكفاءات لمعالجة قضيتي الأمن والاقتصاد لافتا إلى أن المصالحة الوطنية ستشمل جماعة الإخوان المسلمين الذين تحدث عنهم البرادعي إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وطالب بضرورة مشاركتهم وعدم إقصاءهم. - الموالون لمرسي يدعون لمليونية "استعادة الثورة"- ودعا ما سمي "بالتحالف الوطني" لدعم الشرعية المؤيدة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي لمليونية حاشدة اليوم تحت شعار "استعادة الثورة" في ميادين الاعتصام بمحافظات مصر وميدان "رابعة العدوية" بالقاهرة و"نهضة مصر" بالجيزة أمام ودار الحرس الجمهوري للتعبير عن رفض "الانقلاب العسكرى" واسترداد ما وصفوه بالحرية للشعب المصري. وفق ما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية (أ شا). من ناحية أخرى عقد أعضاء مجلس الشورى (الذي تم حله ) جلسة في ميدان رابعة العدوية ضم ممثلين عن العديد من القوى السياسية وأعلن أن دستور مصر 2012 ما زال قائما والشعب هو مصدر السلطات وأن الاعلان الدستوري الصادر بحله قرار "لا قيمة له". ورفض أعضاء مجلس الشورى جميع القرارات التى صفوها "بالانقلابية" الصادرة من مغتصبي السلطة الشرعية وطالب جميع البرلمانات في العالم الحر برفض الانقلاب العسكري والعمل بالدستور ورفض حل مجلس الشورى المنتخب وفق الوكالة. واضاف المصدر ان مجلس الشورى اعلن انه في حالة انعقاد دائم وسيعقد جلسته الثانية بميدان رابعة العدوية مساء اليوم فيما أهاب بالشعب المصري الدفاع عن الشرعية والانضمام لهم. —واشنطن تؤكد عدم انحيازها لاي حزب سياسي في مصر— وعلى ضوء الاوضاع التي يشهدها الشارع المصري أكد الرئيس الامريكي باراك اوباما ان الولاياتالمتحدة "لاتنحاز و لا تساند اي حزب او جماعة سياسة معينة في مصر" وفق بيان اصدره البيت الابيض امس السبت. و أوضح البيان أنه "في ضوء هذا الوضع ترفض الولاياتالمتحدة جملة وتفصيلا المزاعم الخاطئة التي يروجها البعض في مصر بأنها تعمل مع أحزاب أو حركات سياسية بعينها لتملي على مصر ما يجب فعله في الفترة الانتقالية". وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى امس السبت جميع الاطراف فى مصر على العمل معا فى اتجاه تشكيل حكومة سريعة الاستجابة لقيادة البلاد للخروج من مأزقها الحالي. وكان الاتحاد الافريقي من جهته قرر تعليق عضوية مصر بالاتحاد حتي العودة للعمل بالدستور حيث أكدت رئيسة مفوضية الاتحاد انكوسازانا دلاميني زوما ان تعليق مشاركة مصر في انشطة الاتحاد "سيستمر حتى عودة النظام الدستوري في البلاد".