نظم يوم الإثنين ببلدية العمارية (40 كلم شرق المدية) حفل بمناسبة مرور 54 سنة على استشهاد العقيد الطيب بوقاسمي و اسمه الثوري سي الطيب الجغلالي والذي سقط في ميدان الشرف في 29 جويلية 1959. و حضر هذا الحفل العديد من المجاهدين إلى جانب رفاق سلاح الشهيد والذين جاؤوا للترحم على روحه. وقد تحول سيد الطيب الجغلالي من معلم للقرآن الكريم إلى شخصية بارزة في مسار ثورة التحرير الوطني. ولد سي الطيب سنة 1916 بدوار أولاد تركي ببلدية العمارية وسط عائلة فلاحين. و زاول دراسته الابتدائية بمدرسة القرية و تعلم القرآن الكريم. و بعد أن أقام في كل من سيدي موسى (الجزائر) و الصومعة (البليدة) أين أتيحت له الفرصة لحضور دروس للشيخين البشير الإبراهيمي و الطيب العقبي قرر سيد الطيب الجغلالي التخلي عن الدراسة سنة 1936 للانضمام إلى الحركة الوطنية. و قد تعرض بسبب نشاطه السياسي لعدة مضايقات من طرف إدارة الاستعمار التي قررت سجنه لمدة أربع سنوات. و كان ذلك سنة 1947. و بعد إطلاق سراحه عاد سي الطيب للنشاط السياسي قبل أن يلقى عليه القبض مرة ثانية و يزج به في السجن أين تعرض لأشد أنواع التعذيب. و لدى اندلاع ثورة التحرير الوطني كلفته جبهة التحرير الوطني بجمع الأموال و الأسلحة و تجنيد المواطنين حيث قام بتنصيب خلايا سياسية في كل من المدية و العمارية و البرواقية و في عدة بلديات بشرق عاصمة التيتري القديمة. و غداة انعقاد مؤتمر الصومام في أوت 1956 عين سي الطيب الجغلالي على رأس المنطقة الثانية بالولاية الرابعة التاريخية. و نظرا للخصال التي كان يتميز بها فإن سي أمحمد بوقرة كلفه لاحقا بإعادة تنظيم الولاية السادسة التاريخية. و قد عين العقيد سي الطيب الجغلالي قائدا للولاية السادسة بعد استشهاد العقيد سي الحواس. و بينما كان في طريقه للالتحاق بمنصبه بهذه الولاية وقع سي الطيب الجغلالي في كمين بضواحي بلدية حد الصحاري (الجلفة) حيث سقط شهيدا في 29 جويلية 1959 رفقة الرائد سي محمود باشن و 13 مجاهدا.