يلتئم اليوم الأحد وزراء خارجية جامعة الدول العربية لبحث الأزمة السورية التي بدأت تأخذ أبعادا جديدة إثر إعتزام دول اجنبية تحت مظلة الولاياتالمتحدةالامريكيةوفرنسا توجيه ضربة عسكرية لدمشق في الوقت الذي تعرف هذه الخطوة معارضة من العديد من الدول سيما المجاورة لها. وفي ظل التطورات الجديدة في الأزمة السورية بعد إتهام الدول الغربية النظام السوري بإستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المواطنين في ريف دمشق 21 أوت الماضي وما ترتب عنه تقرير عدد من الدول الغربية شن هجوم عسكري ضد نظام بشار الاسد تقرر عقد الاجتماع الوزاري للدورة 140 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب لبحث عدد من القضايا على رأسهم الازمة السورية. ويترأس الوفد الجزائري المشارك في اجتماع القاهرة وزير الخارجية مراد مدلسي و من المقرر ان يتم خلاله "تناول عدة قضايا على رأسها تطور الوضع في سوريا وتطورات القضية الفلسطينية وكذا مخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي و السلام الدولي". كما سيدرس المجلس الوزاري العربي "تقرير الأمين العام لتطوير جامعة الدول العربية المحكمة العربية لحقوق الإنسان الإرهاب الدولي و سبل مكافحته وكذا العلاقات العربية مع التجمعات الدولية الإقليمية". وكانت الجامعة العربية قد إتهمت الثلاثاء الماضي النظام السوري بشن هجوم كيماوي على مناطق تسيطر عليها المعارضة الامر الذي قد يوفر غطاء للدول الغربية لشن الهجوم المحتمل وذلك بالرغم من معارضته من قبل عدد من الدول المنضوية تحت الجامعة العربية على رأسها الجزائرتونس ومصر وكذا العراق والاردن والسودان اضافة إلى لبنان الذي أكد ان توجيه أي ضربة لسوريا سيورط لبنان بالدرجة الأولى. —واشنطن تستدعي الكونغرس لتوجيه ضربة إلى سوريا — وبينما كانت الاوساط الدولية تنتظر يوم امس ان يعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما عن قراره بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا فاجئ الجميع في تحول غير منتظر بتأجيل أي قرار عسكري وإحالة الامر على الكونغرس الذي من المقرر ان يعقد إجتماعا يوم التاسع من سبتمبر الجاري للتصويت على مشروع قرار التدخل العسكري ضد دمشق لمعاقبتها على استخدامها المزعوم للأسلحة الكيميائية. وينص قانون سلطات الحرب الذي مرره الكونغرس عام 1973 بأن يحصل الرئيس على تفويض قبل إرسال قوات إلى "أعمال قتالية" أو "أوضاع قد يتم فيها الاشتراك الوشيك في أعمال قتالية وفق ما توضحه الظروف" لجعل العملية تستمر لأكثر من 60 يوما. أما الحليف الاول للولايات المتحدة في مسألة الهجوم العسكري ضد سوريا فرنسا فقد أكدت اليوم على لسان وزير خارجيتها مانويل فالس أنها "لن تتحرك بمفردها ضد سوريا في العملية العسكرية المحتملة" وقال أن فرنسا ستنتظر قرارا الكونجرس الامريكي بشأن تنفيذ الهجوم . ومن المقرر في نفس الاتجاه ان يعقد رئيس الوزراء الفرنسي جون مارك أيرولت اجتماعا عصر غد الإثنين بمقر رئاسة الوزراء بقصر ماتينيون بباريس مع القادة الرئيسين بالبرلمان لدراسة قرار الهجوم والتصويت على مشروعه. — دمشق تؤكد جاهزيتها في حال توجيه اي ضربة عسكرية لها— أكد رئيس الوزراء السوري وائل حلقي أن الجيش السوري على أهبة الاستعداد ويده على الزناد لمواجهة الضربة العسكرية التي يهدد بها الغرب مؤكدا ان بلاده تتوقع الضربة الغربية وجاهزة للرد. كما أكد اللواء إبراهيم المحمود رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشعب السوري أن بلاده سترد "بكل ما تملكه من قدرات على أي هجوم تتعرضه" مضيفا "نحن أخذنا بعين الاعتبار كل الاحتمالات المتوقعة خلال الفترة المقبلة". —رفض دولي للهجوم العسكري ضد سوريا بسبب عدم توفر دليل على إدانة النظام— وبينما تدرس واشنطن وباريس التدخل العسكري في سوريا ابدت دول اخرى بما فيها شعوب البلدان التي تعتزم التدخل العسكري رفضها للعملية بينما لم تتوافر الادلة على استخدام نظام الاسد السلاح الكيماوي إذ لازالت بعثات الاممالمتحدة تحقيقاتها في القضية. وكان المبعوث المشترك للأمم المتحدة و الجامعة العربية الاخضر الابراهيمي قد أكد على ضرورة انتظار قرار مجلسي الامن الدولي قبل أي تدخل في سوريا مشددا على ضرورة مواصلة المساعي الدبلوماسية الدولية في اطار ما يعرف بلقاء جنيف 2. وفي هذا الاطار دعت الجزائر المجتمع الدولي لمساعدة الاطراف السور ية للبدء في حل سياسي للازمة . وأكدت في هذا الشأن وزارة الخارجية ان الجزائر لم تتوقف يوما عن "الدعوة للحوار السياسي باعتباره ضروري لحل الازمة في هذا البلد". وكان مجلس العموم البريطاني في نتيجة غيرمنتظرة قد رفض يوم الخميس اقتراح رئيس الوزراء ديفيد كامرون وحلفائه إزاء سوريا. أما روسيا والصين اللتان عارضتا من قبل تمرير اي قرار ضد النظام السوري فقد دعتا إلى "الحذر" بشأن سوريا بإعتبار أن أي تدخل عسكري ستكون له "عواقب كارثية" على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما أكد الأزهر الشريف بالقاهرة اليوم "رفضه الشديد واستنكاره لقرار الرئيس الأمريكي بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا متخطيا بذلك كل الحدود والأعراف الدولية ". كما أكدت قبرص بدورها اليوم أنها لن تكون "منصة لإطلاق الصواريخ ضد سوريا" وقال وزيرخارجيتها يوانيس كاسوليديس اليوم " أن بلاده على أتم الاستعداد إذا لزم الأمر أن تصبح نقطة عبور لإجلاء المواطنين الأجانب من منطقة الشرق الأوسط". أما العراق التي عارضت منذ البداية التدخل العسكري الامريكي وهي التي لديها تجربة مريرة في هذا المجال قال الأمين العام لإئتلاف أبناء العراق الغياري الشيخ عباس المحمداوي إن قيام الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا يعني إشعال نار الحرب في العراق ودول المنطقة . وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تواصل فيه فرق الاممالمتحدة تحقيقاتها حول صحة الاتهامات الموجهة لنظام الاسد وقال في هذا الشأن المتحدث باسم البعثة مارتن نيسيركي أن مفتشي المنظمة الدولية لن يخرجوا بأي استنتاج عن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا قبل صدور نتائج التحاليل التي تجري حاليا في مختبرات. وقال نيسيركي في تصريح له إن "فريق المحققين بحاجة لوقت لتحليل العينات مضيفا أنه "قبل أن يستخلص الفريق أي نتيجة عن هذا الحادث (21 اوت ) لا بد من انهاء التحاليل في المختبرات".