أعلنت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة سعاد بن جاب الله يوم الخميس بخنشلة عن تخصيص إعانة مالية بقيمة 42 مليون دينار للتكفل بالعائلات المتضررة عقب الفيضانات التي تعرضت لها هذه الولاية يومي 31 أوت و 1 سبتمبر الأخيرين. وأضافت الوزيرة خلال حفل احتضنه مقر الولاية بحضور سلطات الولاية المدنية منها والعسكرية في إطار زيارة لمعاينة لحجم الأضرار التي لحقت بقطاعات كل من السكن والطرق والفلاحة والهياكل المدرسية بأن هذا الغلاف المالي سيوجه أساسا لاقتناء أفرشة وأغطية ومواد غذائية وأدوية وحصص من الأدوات المدرسية للعائلات المتضررة من الفيضانات وتساقط البرد. وتخص هذه الإعانة التي تهدف أيضا إلى تجاوز مخلفات هذه الأزمة -كما أضافت بن جاب الله- ضمان النقل المدرسي الذي دعت إلى توفيره "ولو اقتضى الأمر إبرام اتفاقيات مع خواص" فضلا عن إعادة تأهيل وترميم السكنات المتضررة وتقديم إعانات في إطار البناء الريفي وذلك بالتنسيق مع وزارة السكن و العمران. وأشارت مصالح الولاية من جهتها إلى أن هذه الإعانة تتضمن 3 آلاف فراش و 4 آلاف بطانية و5 آلاف حصة من المواد الغذائية من زيت وسكر وحليب و 5 آلاف حصة من اللوازم المدرسية خاصة و أن العديد من العائلات أتلفت سيول الأمطار أثاثها. وبعدما أكدت على تضامن السلطات العليا للبلاد مع ضحايا هذه الفيضانات التي أدت كذلك إلى إتلاف عديد المحاصيل الزراعية أشارت الوزيرة إلى أن أصحاب الاختصاص هم من سيحددون حجم الأضرار الناجمة عن تلك الفيضانات وذلك من طرف والي الولاية بالتنسيق مع الوزارات المعنية لاتخاذ إجراءات وحلول نهائية ودائمة. وعبر جميع النقاط التي توقفت عندها وسط حضور غفير للمواطنين المتضررين من تلك الفيضانات أكدت الوزيرة تضامن السلطات العليا للبلاد مع المنكوبين. ولدى معاينتها لجزء من الوادي الذي يعبر بلدية تاوزيانت (35 كلم غرب خنشلة) التي أشار رئيس مجلسها الشعبي البلدي إلى تضرر 861 عائلة بها وتسرب سيول الأمطار الغزيرة إلى منازلها ألحت بن جاب الله على ضرورة حماية هذه المدينة من خطر الفيضانات. كما أبدت اهتماما بذات البلدية بمعاناة بعض العائلات المتضررة جراء تلك الفيضانات والمقيمة حاليا بإحدى المدارس الابتدائية مؤكدة لها على تخصيص حصص من المواد الغذائية والأغطية والأفرشة لفائدتهم كمرحلة أولى لغاية التكفل بترميم سكناتهم أو منحهم إعانات في إطار البناء الريفي. وقامت الوزيرة رفقة سلطات الولاية بمواساة عائلة مليح التي فقدت اثنين من أبنائها الصغار قبل أن تعاين حجم الأضرار ببلدية متوسة. من جهتها ذكرت مصالح الولاية بأن تلك الفيضانات أدت إلى هلاك رضيع (18 شهرا) و طفلة (4 سنوات) إلى جانب وفاة طفل آخر مساء أمس الأربعاء في فيضانات متجددة وقعت ببلدية ششار فيما لا يزال البحث جاريا من طرف عناصر الحماية المدنية للعثور على شخص ثاني. وأضافت ذات المصالح بأن سيول الأمطار الغزيرة وتساقط البرد أدى كذلك إلى تضرر 3 آلاف منزل جلها يقع بأحياء قديمة أو على ضفاف الوديان والمجاري المائية وذلك عبر 8 بلديات خاصة ببلدية تاوزيانت والرميلة ومتوسة حيث سيشرع "قريبا" في إعادة تأهيل وترميم 2600 سكن. وإلى جانب ذلك ألحقت سيول الأمطار أضرارا بليغة بالمحاصيل الزراعية من أشجار مثمرة وخضروات وبقول جافة -حسب مصالح الولاية- التي أشارت كذلك إلى تضرر 10 مؤسسات تربوية في جميع الأطوار التعليمية بالولاية حيث قامت سلطات الولاية بإعادة تأهيلها وترميمها وهي جاهزة لاستقبال التلاميذ خلال الدخول المدرسي ليوم 8 سبتمبر الجاري. للإشارة عاود بعد ظهر الخميس التساقط الغزير للأمطار التي غمرت عدة أحياء بوسط مدينة خنشلة على غرار حيي "بوجلبانة" و"الحدائق" إلى جانب تسرب سيول الأمطار إلى عديد السكنات العتيقة بعاصمة الولاية وتشكل برك مائية واسعة يصعب عبورها.