أشادت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الجمعة ب"نجاح" افريقيا التي تقدم "أهم وعود بتحقيق النمو الاقتصادي في العالم" و التي لا يمكنها بالمقابل اخفاء التحديات الكبرى المرتبطة بالفقر و البطالة والأمراض. وخلال نقاش واسع بالجمعية العامة نظم في إطار بحث تقرير الأمين العام الأممي حول مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في افريقيا (نيباد) لوحظ أن نسبة النمو الاقتصادي في دول افريقيا الواقعة جنوب الصحراء انتقلت خلال الفترة 2012/2013 من 3ر5% إلى 6ر5%. و أرجعت الوفود المشاركة هذا النجاح الذي حققته القارة السمراء إلى مبادرة النيباد التي بادرت بها خمسة دول افريقية من بينها الجزائر سنة 2001 و التي تخص أولوياتها المنشآت القاعدية و الموارد البشرية و القطاع الفلاحي و حماية البيئة و العلوم و التكنولوجيا. كما أرجع هذا النجاح للآلية الافريقية للتقييم من قبل النظراء المتعلقة بالحكامة الرشيدة و التي تحيي عيدها العاشر هذه السنة (2013). تأخر في تحقيق أهداف الألفية للتنمية بالمقابل، لوحظ أنه خلال هذه السنة التي "ميزتها النهضة الافريقية" لم تنجح مبادرة النيباد و الآلية الافريقية للتقييم من قبل النظراء بشكل كاف في الحد من الفقر و البطالة. في هذا الصدد، تم الاعتراف بالتأخير المسجل في مجال تحقيق أهداف الألفية للتنمية و وجهت نداءات للبرنامج العالمي للتنمية ما بعد 2015 ليأخذ بعين الاعتبار و كما ينبغي أولويات النيباد. ومن ضمن هذه الأولويات ذكر ملاحظ الاتحاد الافريقي لدى الأممالمتحدة السيد ابراهيم أسان ماياكي استحداث مناصب الشغل لنحو 215 مليون شاب في غضون العشر سنوات المقبلة. وبالنظر لكون الخمسين سنة المقبلة ستكون بالغة الأهمية بالنسبة للتنمية في افريقيا تبنى الاتحاد الافريقي "الرؤية الخاصة بافريقيا 2063" بهدف الدعم و المضي قدما حسب ذات المتحدث الذي أشار إلى وضع استراتيجية على المدى المتوسط تشمل الفترة الممتدة من 2014 إلى 2017. في مداخلته خلال هذا النقاش أوضح ممثل الصين السيد وانغ مين أنه رغم تحقيق مبادرة النيباد "نتائج جيدة" إلا أن القارة تواجه مناخا اقتصاديا عالميا متدهورا في حين لا يزال نموها يواجه العديد من التحديات بما فيها النزاعات. و دعا من جهة أخرى إلى "ضرورة احترام الالتزامات المتخذة ازاء افريقيا و تعجيل المجتمع الدولي في تقديم المساعدة و المساهمة بشكل أكبر في التقدم الذي تحرزه مبادرة النيباد بما يضمن استقرار و رفاهية القارة الافريقية". في ذات الصدد أكد أنه يبنغي على الدول المتقدمة احترام التزاماتها في مجال المساعدة على التنمية و تخفيف الديون و تحويل التكنولوجيا بينما يتعين على الدول النامية تعزيز التعاون جنوب-جنوب. المجتمع الدولي ملزم باحترام استقلالية الدول الافريقية ودعا ممثل الصين المجتمع الدولي أساسا إلى احترام استقلالية الدول الافريقية واحترام مباديء ميثاق الأممالمتحدة و محاولة تسوية النزاعات بوسائل سلمية مع دعم التعاون الاقليمي و شبه الاقليمي في افريقيا. و أكد أن العلاقات بين الصين و افريقيا "قائمة على المساواة و النزاهة و الاحترام المتبادل و التنمية المشتركة" مشيرا إلى أن الاستثمارات المباشرة للصين في افريقيا قد فاقت 15 مليار دولار سنة 2012. و بدورها أشارت ممثلة الولاياتالمتحدة السيدة اليزابيت باغلي إلى أن بلدها يدعم جهود العديد من الدول الافريقية الرامية لتعزيز نموها الاقتصادي من أجل اندماج أفضل في الاقتصاد العالمي. واسترسلت قائلة أن "الولاياتالمتحدة تشيد بجهود النبياد من أجل تعبئة الاستثمارات و تهنئ الدول التي انضمت للآلية الافريقية للتقييم من قبل النظراء". كما أكدت أن الدول الافريقية تعد من ضمن الشركاء الأساسيين في مبادرة الأمن الغذائي التي أطلقتها الولاياتالمتحدة مذكرة بمبادرة "الكهرباء من أجل افريقيا" التي أطلقها الرئيس باراك أوباما في جوان الفارط و التي من شأنها أن تضمن طاقة كهربائية أكثر نظافة للقارة السمراء. حلول افريقية للمشاكل الافريقية وبدوره ركز ممثل الاتحاد الأوروبي السيد جان بيروز بولسن على أهمية الشراكة مع افريقيا من أجل التنمية الاجتماعية و الاقتصادية. و اعترف بأن القارة الافريقية تشهد على المدى الطويل مسار تحول سياسي و اقتصادي و اجتماعي معتبرا أن الاتحاد الأوروبي يلاحظ "بارتياح كبير" تحقيق افريقيا تدريجيا لطاقتها الهائلة من خلال نمو اقتصادي "مذهل" و بروز طبقة متوسطة و سكان شباب و مفعمين بالحيوية. و أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يساند مبدأ "الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية" و يدعم الدور الأساسي للاتحاد الافريقي. كما أوضح أن الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و افريقيا تتعدى التنمية و تشمل أيضا السلام و الأمن. و من جهته ذكر ممثل روسيا السيد ماكسيموق بدعم بلده لمبادرة النيباد على الصعيدين الثنائي و في إطار مجموعة ال20. و أوضح أن بلده قام أيضا بمسح 20 مليار دولار من ديون الدول الافريقية و قدم مساعدات مالية للبرنامج العالمي للتغذية فضلا عن تقديمه مساعدة انسانية لدول افريقية و الغائه الرسوم المفروضة على الصادرات الافريقية نحو روسيا.