أبرز مجاهدون من منطقة متيجة (غرب الجزائر العاصمة) اليوم الخميس "التنظيم المحكم" الذي طبع عملية التحضير لإندلاع الثورة التحريرية بمنطقة متيجة على غرار بقية مناطق الوطن. وفي هذا السياق أكد المجاهد محمود الباي في ندوة تاريخية نظمتها جمعية مشعل الشهيد احياء للذكرى ال59 لإندلاع الثورة التحريرية أن القيادة الرسمية الاولى للمنطقة الرابعة بما فيها الجزائر العاصمة بقيادة رابح بيطاط "خططت ودبرت بطريقة منتظمة ومحكمة لإندلاع الثورة التحريرية المباركة على غرار ما فعلته كل القيادات الوطنية الاخرى بباقي مناطق الوطن". وذكر المتحدث أن هذه القيادة التي كان يرأسها رابح بيطاط وتضم سويداني بوجمعة وأحمد بوشعيب والزوبير بوعجاج, "قامت بعمل كبير تحضيرا لاندلاع الشرارة الأولى لثورة الفاتح نوفمبر 1954 بمنطقة متيجة وما جاورها. وقد تجسد هذا التحضير —كما قال المجاهد محمود الباي— من خلال صناعة القنابل التي تقرر الهجوم بواسطتها على المراكز الأمنية والثكنات العسكرية وعلى أهداف إقتصادية وتجارية للعدو. وأشار في هذا الشأن الى أن الهدف من هذه الهجمات كان "الاستحواذ على الأسلحة أولا ولفت انتباه الرأي العام الفرنسي والدولي تجاه القضية الجزائرية وحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره وانعتاقه من الاستعمار الفرنسي". وفي اشارة منه الى "النجاح" الذي قدر لعملية اندلاع الثورة المجيدة, أكد المجاهد عمر صادك من جهته أن قادة الثورة عموما "استفادوا من مختلف ما حدث في الجزائر سابقا كمجازر 8 ماي 1945 بالاضافة الى إيمانهم وقناعتهم بان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة". أما المجاهد بوعلام شريفي فشدد في تدخله هو الآخر على "المستوى العالي" الذي كان يتمتع به مفجرو الثورة التحريرية الذي كانوا —كما قال— "يتصفون بالذكاء والحكمة والثقافة العالية والوطنية والايمان بالله". من جهة اخرى دعا المجاهدون ممن حضروا هذه الندوة الاجيال الصاعدة الى التحصن بالفكر الواعي والروح الوطنية قصد "مواجهة الهجمات الممتالية على الجزائر والتي تهدف الى زعزعة استقرارها ونهب خيراتها". كما طالبوا بوحدة الشعب والتفافه حول مبادئ ثورة نوفمبر التي "تجسدت بفعل مجهودات رجال ونساء ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تنعم الجزائر بالاستقلال والحرية والكرامة". وقد كانت الندوة مناسبة كرمت فيها جمعية مشعل الشهيد المجاهد صامد عمر بوسام الذاكرة الوطنية.