ناقش رؤساء الدول و الحكومات الأفارقة يوم الجمعة خلال الجلسة الصباحية لليوم الثاني من أشغال القمة العادية ال23 للإتحاد الإفريقي القضايا الأساسية المتعلقة بالسلم والأمن على المستوى القاري وأهمها إنجاز منظومة أمنية إفريقية. وقام رؤساء دول و حكومات 54 دولة إفريقية في جلسة مغلقة بمناقشة مشاريع قرارات هامة تتعلق بقضايا أساسية من بين تلك التي تتضمنها أجندة التنمية الإفريقية لعام 2063 و أجندة التنمية للأمم المتحدة لما بعد 2015 ومن بينها إنجاز منظومة إفريقية للسلم و الأمن. وجرى في ذات السياق مناقشة إنشاء قوة جهوية تتكون من دول الجوار الأربعة الواقعة ضمن بحيرة تشاد و هي نيجيريا و الكامرون و تشاد و النيجر تهدف إلى حماية نيجيريا من التدخلات الاجنبية و القضاء على ظاهرة الإرهاب المتنامي في المنطقة على المستويين المتوسط و البعيد. كما اطلع الزعماء الأفارقة على التقدم المحرز على مستوى مجلس السلم و الأمن الإفريقي بما في ذلك آلية الإنذار المبكر للأزمات والقوى الإفريقية الإحتياطية التي سيتم تفعيلها شهر ديسمبر 2015 فضلا عن التطرق إلى الجهود التي يبذلها الإتحاد الإفريقي لإصلاح مؤسسات الأممالمتحدة لاسيما مجلس الأمن الدولي بالنظر إلى أن 65 بالمائة من أشغال مجلس الأمن هي متعلقة بالقارة الإفريقية. وكان القادة الأفارقة قد أكدوا أمس الخميس عن عزمهم المضي قدما في تنفيذ الأهداف التنموية التي تتضمنها أجندة عام 2063 ومرافقة ذلك بالآليات السياسية والأمنية الضرورية الكفيلة بتحقيق تنمية شاملة و مستدامة. وقالت رئيسة مفوضية الإتحاد الإفريقي انكو سازانا دلاميني زوما في كلمتها خلال أشغال القمة "نشارف على إنهاء أجندة 2036 للتنمية التي تحمل عنوان (إفريقيا التي نريد) و التي تتضمن تطلعات الشعوب الإفريقية خلال الخمسين سنة المقبلة وهي التطلعات التي لابد أن يتم إرفاقها بالآليات السياسية و الأمنية الضرورية الكفيلة بتحقيق تنمية شاملة و مستدامة. يشار إلى أن أجندة التنمية للإتحاد الإفريقي لعام 2063 تهدف إلى تحقيق أهداف بناء "إفريقيا تنعم بالسلم خالية من الصراعات" و"إفريقيا مزدهرة تنعم بنمو شامل و نتمية مستدامة" و "إفريقيا متكاملة وموحدة سياسيا مستلهمة للمثل الإفريقية الأصيلة" وتحقيق مبدأ "إفريقيا الحكامة الرشيدة و إحترام حقوق الإنسان و سيادة القانون"و "إفريقيا صاحبة هوية و قيم و ثقافة راسخة"و " إفريقيا ترتكز تنميتها على الموارد البشرية خاصة من الشباب و النساء "وإفريقيا تساهم على قدم المساواة مع القارات الأخرى في رفاه الإنسانية". من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بضفته ضيفا للقمة عن تضامنه مع الإتحاد الإفريقي في تحقيق أهدافه التنمية لاسيما تلك المتعلقة بالسلم والأمن مشددا على أهمية تنسيق الجهود بين منظمتي الأممالمتحدة و الإتحاد الإفريقي لتسوية النزاعات. كما أكد بان كي مون انه "لابد من العمل بشكل مباشر مع الهيئات الإقليمية و الزعماء المحليين و الشباب و النساء لإزالة أسباب الخلافات كما يجب مساعدة السلطات الإنتقالية في العديد من البلدان لإنشاء مؤسسات دستورية و إقامة دولة القانون". و ثمن المسؤول الأممي التقدم المحرز نحو حل نهائي للازمة في شمال مالي داعيا إلى التعجيل في إجراء المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة بهدف التوصل إلى حلول نهائية و سلم مستدام في المنطقة.