اعترف صديق الثورة الجزائرية و الناشر السويسري أندرسون نيلس يوم الأربعاء بباتنة خلال تدخله في الأيام المفتوحة الأولى حول تاريخ الهجرة بالجزائر التي تستمر إلى غاية 30 أكتوبر الجاري بأن "الجزائريين كانوا أول من حارب المستعمر داخل بلاده في تاريخ البشرية." و أضاف المتدخل بأن المهاجرين الجزائريين كافحوا إبان الثورة التحريرية بفرنسا من أجل حق بلادهم في الحرية والاستقلال مذكرا الحضور بالمساهمة الكبيرة للجزائريين في الحربين العالميتين الأولى والثانية من أجل تحرير فرنسا وأوروبا رغم ذلك قوبلوا بالجحود وكانت أبشع هدية قدمها الاستعمار لهم مجازر 8 مايو 1945 حيث تشير بعض التقارير أنها استمرت كما قال إلى غاية يوليو 1945 . وتطرق الناشر السويسري خلال تدخله لمرات عديدة في التظاهرة التي انطلقت يوم 27 أكتوبر بجامعة الحاج لخضر بباتنة إلى بشاعة التعذيب الذي كان يتعرض له الجزائريون في السجون الفرنسية وحتى قبل ذهابهم إلى المحاكم كما تحدث مطولا عن مساهمة المهاجرين الجزائريين في اقتصاد فرنسا آنذاك وحقوقهم المهضومة رغم محاولات اليسار الفرنسي للدفاع عنهم. وعن الفرنسيين ومنهم المجندين الذين رفضوا وقتها كما قال "تلك الحرب القذرة" و اختاروا مساندة الولاية السابعة بفرنسا و وقفوا مع الجزائريين قال أندرسون "أنهم ببساطة رأوا بأن الجزائريين كانوا أصحاب حق وقضيتهم عادلة لذا لم يكترثوا بالأخطار التي كانت تحدق بهم أو بالمستعمر الذي عذب كثيرا منهم لكن ليس مثل العذاب الذي كان يتعرض له الجزائريون". وتتضمن هذه التظاهرة التي تحضرها شخصيات تاريخية والعديد من المجاهدين لاسيما الذين ناضلوا بفرنسا إلى غاية الاستقلال الإدلاء بعديد الشهادات الحية التي أبرزت في مجملها بشاعة الجرائم التي تعرض لها الجزائريون ومنها مجازر 17 أكتوبر1961 التي قالت بشأنها المجاهدة عقيلة أوراد عبد المؤمن بأنها "غير إنسانية ولا تمت بصلة لأعمال البشر". و قد تعالت أصوات خلال هذه الأيام تدعو إلى ضرورة قول الحقائق لما يتعلق الأمر بالحديث عن وقائع تاريخية تخص الثورة التحريرية حيث ناشد بالمناسبة المجاهد و رئيس فدرالية جبهة التحرير التاريخية بفرنسا وعضو المجلس الأعلى للدولة سابقا الأستاذ علي هارون المجاهدين الذين يدلوا بتصريحات أن يقولوا الحقيقة. و من جهته طالب الباحث و أستاذ التاريخ بجامعة باتنة الدكتور يوسف مناصرية كل المجاهدين الذين يمتلكون وثائق عن الثورة التحريرية وأحداث 17 أكتوبر 1961 تسليمها للأرشيف الوطني لتكون في متناول الباحثين. وأشار قائلا: "لاحظت بأن الكثير من المجاهدين خاصة المسؤولين أخذوا وثائق هامة وأصبحوا يؤلفون منها وكان من المفروض أن تبقى لدى السلطة الجزائرية والدولة وحدها التي تمتلكها حفاظا عليها." و يتوافد على الأيام المفتوحة الأولى حول تاريخ الهجرة بالجزائر العديد من الباحثين والمجاهدين والطلبة حيث يتم تسليط الضوء على أحداث 17 أكتوبر1961 و كذا لجانب من نضال الجالية الجزائرية بالمهجر عبر الشهادات والمحاضرات وكذا صور فوتوغرافية و عرض بعض الأفلام الوثائقية.