لم يلق الإضراب الذي دعا إليه المجلس الوطنيالمستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع (كنابست) استجابة واسعة في يومهالثاني اليوم الثلاثاء في الوقت الذي اعتبرته وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت"غير شرعي". فبولايات الوسط، لوحظ أن الاستجابة كانت محتشمة حيث جرت الدراسة على مستوىغالبية المؤسسات التربوية بشكل عادي، في حين تجند الأساتذة المنخرطون في هذا التنظيمالنقابي لانجاح الإضراب. وبجنوب الوطن، سجل تراجع في نسبة المشاركة في الإضراب بولاية ورقلةمقارنة باليوم الأول، وضعيفة بولايات أدرار والأغواط. وبغرب البلاد، كانت الإستجابة ضعيفة في بعض المؤسسات ومتباينة في أخرىحسب ما لوحظ بكل من ولاية وهران ومستغانم وتلمسان ومعسكر وعين تموشنت. وبالمؤسسات التربوية لشرق البلاد، سجلت إستجابة ضعيفة في الطور الإبتدائي،في حين شارك عدد من أساتذة التعليم المتوسط في هذا الإضراب. وقد اعتبرت وزيرة التربية الوطنية أن الإضراب "غير شرعي" نظرا --كما قالت-- لعدم التزام هذا التنظيم النقابي بالمسار القانوني. وقالت السيدة بن غبريت أن الوزارة "اتخذت إجراءات تجاه هذا الإضراب" دونإعطاء تفاصيل حولها، مؤكدة أن أبواب الحوار "ما تزال مفتوحة" للتوصل إلىحلول للملفات المطروحة. وفي هذا الشأن، كشفت السيدة بن غبريت أن اللقاء المرتقب عقده غدا الأربعاءمع الشركاء الإجتماعيين "سيحدد منهجية العمل بهدف إعادة النظر في القانون الخاصبعمال القطاع وتصحيح الإختلالات الواردة في هذا القانون". من جانبه، أشار المكلف بالإعلام على مستوى "كنابست" مسعود بوديبة الىأن الطريق "المسدود" الذي وصلت اليه نقابته مع الوصاية مرده "عدم تجسيد التعهداتوالالتزامات التي مرت عليها سنوات والتي رهنت من خلالها الوصاية الأستاذ والتلميذعلى حد سواء". من جهته، إعتبر الإتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ على لسان رئيسهخالد أحمد بأن الإضراب "لا يخدم مصلحة التلميذ"، مضيفا أن المطالب الإجتماعية والمهنيةللأساتذة "تتطلب وقتا لتلبيتها". وعبر الاتحاد عن "استيائه" و"أسفه" للجوء النقابات في كل مرة الى الاضرابللتعبير عن مطالب "من الممكن جدا أن تجد لها حلولا في كنف الحوار والتشاور بعيداعن الضغوط". بدورهم، عبر التلاميذ وأولياؤهم في عدد من المؤسسات التربوية عبر ولاياتالوطن عن "تذمرهم" واستيائهم" للاضراب، معتبرين أن هذه الحركة الإحتجاجية"لا تخدم مصلحة التلاميذ خاصة المقبلين منهم على امتحانات نهاية السنة". ودعوا في هذا الإطار النقابات إلى "التحلي بالمسؤولية والإبتعاد عن الأنانيةوالبحث عن المصلحة الخاصة"، مبرزين أنه من "الضروري التمسك بالتشاور والحوار معوزارة التربية الوطنية في كل الأحوال وعدم فقدان الثقة في إيجاد حلول لمشاكلهم". وتمثل مطالب نقابة "كنابست" في "تصحيح الإختلالات" الواردة في القانونالأساسي لعمال قطاع التربية والترقية الآلية للأساتذة.