اتفق اليوم الأربعاء واليا كل من سوق أهراس و الكاف (تونس) على التوالي ساعد أقوجيل و الطاهر المطماطي على مواصلة التشاور الثنائي بينهما لإيجاد صيغ كفيلة بتنمية مناطق الشريط الحدودي للبلدين. وقدم الطرفان خلال هذا اللقاء الذي احتضنته قاعة الاجتماعات لولاية سوق أهراس بحضور مسؤولي مختلف القطاعات بالولايتين فضلا عن القنصل الجزائري بالكاف و القنصل التونسي بعنابة عددا من الاقتراحات لتعزيز التعاون والشراكة على الشريط الحدودي بين هاتين الولايتين وتشجيع التعاون في سبعة (7) قطاعات على غرار الفلاحة والتشغيل والتكوين والغابات والسياحة والصناعة التقليدية والتعليم العالي على أن تتوسع "لتشمل قطاعات أخرى لاحقا". وبالإضافة إلى ذلك اتفق الجانبان على بعض المقترحات التي يمكن لواليي سوق أهراس والكاف اتخاذ القرار بشأنها محليا والتي لا تتطلب ترخيصا من الجهات المركزية بالبلدين. وسترفع المقترحات في وثيقة للجنة الوزارية المشتركة العليا للموافقة عليها وتجسيدها ميدانيا بما يعود بالفائدة المشتركة على سكان الحدود بين البلدين. وقد تم بالمناسبة تشكيل 4 لجان مشتركة خاصة ب"التجارة والصناعة" و"الفلاحة والتنمية المستدامة" و"البنية الأساسية والنقل والشبكات" و"العمل التربوي والصحي والنباتي" تعمل كلها طيلة ال45 يوما المقبلة تحت إشراف لجنة القيادة والتوجيه. وقد شملت المحاور التي تمت دراستها التعاون في المجال البيئي والغابات والفلاحة وذلك للمحافظة على المحيط وحمايته من مظاهر التلوث ووضع برنامج مشترك يهدف إلى تبادل الخبرات التقنية مع التكوين وتدعيم القدرات العلمية لإطارات البلدين في هذا المجال. وتم اقتراح إنشاء فضاءات ومعارض خاصة بالصناعات التقليدية بسوق أهراس والكاف وتكريس توأمة بين غرفة الصناعة والتجارة لسوق أهراس ونظيرتها بالكاف وتبادل زيارات وفود رجال الأعمال. أما في مجال الصحة والنشاط الاجتماعي فتم اقتراح تكوين خلية مشتركة لتقديم خدمات صحية ونفسية من طرف أطباء ونفسانيين ومساعدين اجتماعيين مع دراسة البرامج التي تعنى بالطبقات الهشة وتفعيل دور الهلال الأحمر الجزائري ومساهمته في العمليات التضامنية لفائدة الجالية الجزائرية المقيمة بتونس وكذا التونسيين إلى جانب إعادة تفعيل اتفاقيات الشراكة بين الجامعات والمعاهد الجزائرية والتونسية. ولتجسيد التوأمة بين الولايتين أكد منشطو هذه الورشات على إقامة أسابيع ثقافية وتبادل للأنشطة الرياضية وتنظيم مخيمات صيفية. وأوضح والي ولاية الكاف في ندوة صحفية بأن هذا اللقاء يهدف أساسا إلى تفعيل حركية تنموية بين الولايتين على جميع الأصعدة تجسيدا لتعليمات وزيري داخلية البلدين خلال لقائهما بمناسبة إحياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف. وأكد السيد المطماطي على أهمية التعاون "الأفقي" الذي لا ينبغي أن يكون مركزيا وتطوير خدمات النقل عبر السكك الحديدية بين البلدين وإحداث مشاريع استثمارية مشتركة وبنوك مشتركة. كما نقل السيد المطماطي مطلب سكان ساقية سيدي يوسف الذي يدعو بإلحاح لتزويدهم بشبكة الغاز الطبيعي الجزائري لتكون هذه المنطقة "منارة" لاسيما وأنه امتزجت فيها دماء الشعبين الشقيقين كما قال. أما والي سوق أهراس ساعد أقوجيل فأكد على أهمية تركيز اللجان المنصبة على الجانب الاقتصادي للوصول إلى مستوى متقدم مشيرا إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار تجسيد قرارات رئيسي الدولتين السيد عبد العزيز بوتفليقة و السيد قائد السبسي.