يجمع العديد من سكان منطقة الأوراس الذين مازالوا يحتفظون بجانب من عادات وتقاليد المنطقة بأن عيد الأضحى المبارك لا يحلو إلا بأكلة البولفاف أو الملفوف الشهية . وعلى الرغم من التغير الكبير الذي طرأ على العادات الغذائية والمطبخ بهذه الجهة إلا أن هذه الأكلة التي تعتمد أساسا على كبد الخروف تبقى سيدة المائدة في أول أيام هذه المناسبة الدينية العظيمة بل وتصنع فرحة الصغار والكبارمعا . وأخذ البولفاف تسميته من لف قطعة صغيرة من الكبد بقطعة رقيقة من شحم الخروف ثم تطهى بعناية كبيرة على الجمر لتقدم لأفراد العائلة ساخنة مع قطع من الخبز أو الكسرة التقليدية . ولتحضير البولفاف تقول الحاجة زرفة بعالة من منطقة إينوغيسن يجب اختيار قطعة الشحم التي تلف عادة أحشاء الخروف او الدوارة وهي الأصلح للطبق لأنها رقيقة وشفافة و يمكن لفها بسهولة على قطع الكبد شريطة أن تكون ندية وغير جافة وعادة ما يحضر هذا الطبق في وجبة الغذاء لأنه كلما جفت هذه القطعة من شحم الخروف كلما صعب تحضير البولفاف. فبعد تنظيف الكبد وإزالة الزوائد العالقة به تضيف المتحدثة نقطعه الى شرائح طويلة ثم نضعه لبرهة من الوقت على الجمر حتى يصبح متماسكا نوعا ما ثم نعيد تقطيعه الى قطع صغيرة ومن جهة أخرى نملح الشحم ونقطعه بعناية تمكننا من لفه على قطع الكبد وهنا تظهر شطارة وتميز كل ربة بيت في تتبيل الكبد المقطع وعادة ما تستخدم كميات قليلة من الفلفل الأسود والكمون والفلفل الحمر الحار وملح وقليل من زيت الزيتون وأحيانا أعشاب عطرية أخرى حسب كل منطقة لتعطي مذاقا مميزا للطبق ثم تخلط المكونات وتترك لبعض الوقت قبل أن تلف بالشحم ثم تطهى على الجمر . وكانت الحاجة زرفة التي قاربت التسعين من العمر تستمتع وهي تروي ل"وأج" كيفية تحضير البولفاف الذي يعد حسبها من الأكلات التقليدية التي دأبت الأمهات والجدات ببلدتها على تلقينها لبناتهن منذ الصغر استعدادا لتكوين أسرة . ولم تخف جارتها حدة معاش أن البولفاف كان أيام زمان يجمع الأسرة والأقارب وأحيانا الجيران حيث يحضر بطريقة جماعية ويستمتع الكل بأكله في الحوش او الفناء الذي لا تخلو منه دار وقتها في أجواء نفتقدها كثيرا اليوم . فلبولفاف عيد الأضحى طعم مميز يقول السيد محمد ابن الحاجة زرفة لأنه جزء من عاداتنا وتقاليدنا التي حافظت على أصالتها وتأبى الزوال اليوم.