تتميز المحطة المعدنية "حمام ربي" بسعيدة بمياه طبيعية ساخنة غنية بمادة الكبريت ذات خصائص علاجية مما جعل منها عامل جذب للمواطنين من داخل و خارج الوطن. وتقع المحطة الحموية لحمام ربي التي افتتحت سنة 1974 على بعد 11 كلم شمال مدينة سعيدة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 6 الرابط بين ولايتي سعيدة ومعسكر. وهي تتوفر على المرافق الضرورية التي تضمن شروط الراحة لقاصديها سواء للاستجمام السياحي أو للتداوي الطبيعي من الأمراض التي لها علاقة بالمفاصل أو الأمراض الجلدية التي تحتاج لمثل هذه المياه الطبيعية حسبما ذكره مسئولو المحطة. استحداث جناح طبي خاص للتداوي الطبيعي وقد تم استحداث بهذه المحطة جناح طبي خاص للتداوي الطبيعي مجهزة بالمعدات العصرية الضرورية للعلاج باستعمال المياه والأجهزة المستخدمة في إعادة التأهيل. وأوضحت الطبيبة العامة المشرفة على مصلحة العلاج الطبيعي بذات المحطة المعدنية و المختصة في التداوي بالمياه الطبيعية و التدليك بوزار أم الجيلالي أن هذا المرفق الصحي الطبيعي الذي يعد "مكسبا مهما و مميزا" أصبح يقصده العديد من المرضى بشكل يومي على مدار السنة للتداوي من مختلف أمراض المفاصل مثل الروماتيزم و كذا الأمراض الجلدية. كما تتوفر المصلحة على أجهزة طبية حديثة تستعمل في إعادة التأهيل الوظيفي للمرضى الذين يعانون من خلل وظيفي نتيجة تعرضهم لحوادث مختلفة حيث يخضع المريض بعد تلقي فحوصات أولية لتشخيص مرضه لبرنامج علاج طبيعي و تأهيلي بالمياه و باستعمال الأجهزة الطبيه المختلفة وذلك تحت إشراف طاقم طبي مختص. وتوجد بالمصلحة الطبية غرف للتدليك و الاسترخاء و النضح الأفقي بالمياه الطبيعية و المعالجة الكهربائية التي يتم من خلالها الكشف عن مواقع الألم و إزالتها عن طريق الأشعة فضلا عن قاعة للنضح بالمياه مخصصة للمرضى الذي يعانون من انتفاخ في الأرجل و قد تحسنت صحة الكثير من المرضى المصابين بأمراض المفاصل و الروماتيزم بفعل العلاج الطبيعي حسبما عبر عنه المترددون على تلك المصلحة الذين يخضعون لبرنامج علاج طبيعي يصل لحصتين في الأسبوع. وجهة مفضلة للراحة والاستجمام و تسجل ذات المصلحة عددا من المتوافدين بشكل يومي بين 20 و 25 مريضا في حين يرتفع عدد المتوافدين شهري سبتمبر و أكتوبر ما بين 50 و 60 مريضا في اليوم نظرا للبرودة التي يتسم بها الموسم والتي يستغلها المرضى من أجل قضاء أيام راحة كما أشير إليه. كما تعتبر هذه المحطة المعدنية الكائنة ببلدية أولاد خالد وجهة سياحية للمواطنين الراغبين في قضاء أيام للراحة و الاستجمام حيث توفر مختلف الخدمات و ظروف الراحة لوافدين عليه من بانغالوهات جماعية و فردية و مطعم بطاقة استيعاب 200 وجبة و مقهى بسعة 50 مقعدا و حديقة و مساحة للعب الأطفال و كذا الربط بشبكة الأنترنيت ومساحات خضراء و مرآب للسيارات. وتعد أحواض الاستحمام الجانب الأهم بالمحطة المعدنية التي تتربع على مساحة 1 هكتار حيث يوجد بها 58 حوضا مائيا يعمد إليه الرجال و النساء للاستحمام بمياهه الطبيعية التي تصل درجة حرارتها إلى 49 درجة مئوية و بقوة دفع 6 لترات في الثانية فضلا عن وجود حمامين جماعيين منفصلين واحد للرجال والأخر للنساء يتسع كلاهما ل 20 شخصا . وتستقبل المحطة المعدنية زبائنها القادمين من مختلف ولايات الوطن و خارج الوطن طوال أيام الأسبوع حيث يصل عدد الوافدين خلال أيام العطل الأسبوعية و موسم الخريف إلى الألف في اليوم، حسب مسؤولي المحطة. و في هذا الإطار أوضح مدير المحطة المعدنية ميلود بوكبوية أن ولاية سعيدة تتوفر على "جوهرة ثمينة" يجب الاستثمار فيها بشكل جيد من خلال توفير جميع ظروف الراحة للسياح و المواطنين المتوافدين عليها. وذكر أن هذه المحطة التي توظف أكثر من 50 عاملا سجلت السنة الماضية توافد 26.160 مستحم و 7.929 شخص قدموا من أجل الخضوع للعلاج الطبيعي مضيفا انه من المرتقب أن يرتفع عدد المستحمين نهاية السنة الجارية إلى 43.800 مستحم و 14.600 شخص للتداوي. مشروع لتوسعة الحمام وانجاز فندق و أبرز نفس المتحدث أن المحطة استفادت من غلاف مالي موجه لتوسعة الحمام و انجاز فندق من طابقين يوفر 37 غرفة و يقدم مختلف الخدمات للأشخاص القادمين للاستجمام حيث سيشرع في انجازه مستقبلا بعد الانتهاء من الدراسة التي يتكفل بها مكتب دراسات مختص من اسبانيا و تعيين المؤسسة التي ستشرف على انجاز هذا المشروع . ومع ذلك تبقى هذه المحطة تعاني من مشكل نقص النظافة "بفعل عدم رفع القمامات الخارجية المحيطة بها من قبل مصالح البلدية" يقول نفس المسؤول الذي أضاف أن "هذا الوضع أجبرنا على إبرام اتفاقية مع مديرية البيئة من اجل تدخل مصالحها لرفع القمامات و النفايات". كما أشار ذات المتحدث إلى نقص في الإنارة العمومية الخارجية و عدم توفير وسائل النقل من مدينة سعيدة باتجاه حمام ربي حيث يضطر الوافدون على النزول بالطريق الوطني رقم 6 و قطع مسافة 1 كم ليصلوا إلى الحمام و هو المشكل الذي يؤثر سلبا على إقبال مواطني الولاية.