دفع التصعيد الإسرائيلي الخطير في الاراضي الفلسطينية المحتلة الى تحرك أممي حيث شرع اليوم الثلاثاء الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بزيارة مفاجئة للأراضي المحتلة في محاولة لوقف أعمال العنف التي خلفت منذ بداية الشهر الجاري 47 شهيدا وإصابة المئات من الفلسطينيين, الأمر الذي أثار غضبا في الأوساط الفلسطينية وينذر بإندلاع إنتفاضة جديدة. وتأتي زيارة بان كي مون في الوقت الذي تشهد فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة تزايدا في الاعتداءات الإسرائيلية على العزل الفلسطينيين منذ مطلع الشهر الجاري بينما كانت المواجهات الميدانية في مدينة القدس قد إندلعت منتصف الشهر الماضي على خلفية "إقتحامات" إسرائيلية للمسجد الأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية. بان كي مون يشدد من لهجته ويدعو الى ضرورة الوقف الفوري للعدوان وقد شرع السيد بان كي مون في زيارة مفاجئة الى الأراضي الفلسطينية المحتلة لبحث الاوضاع الامنية مع القيادة الفلسطينية و سلطات الاحتلال الاسرائيلي. وقد أعرب بان كي مون الذي دعا مرار الى ضرورة استئناف مفاوضات السلام وقبول فكرة حل الدولتين لاستتباب السلام في المنطقة عن استيائه وتخوفه من "التصعيد الخطير" الذي تشهده الاراضي المحتلة. ودعا بالمناسبة الشباب الفلسطيني في رسالة بالفيديو قبل زيارته المفاجئة إلى تحويل "الإحباط" الذي يشعرون به بسبب إستمرار الإحتلال والتعثر المستمر للسلام الى صوت قوي للسلام في سبيل التغيير والى مطالبة المسؤولين الاسرائيليين وزعماء المجتمع الدولي بتحقيق تقدم في مسار السلام. كما إنتقد من جهة اخرى التدابير "الامنية القاسية" لقوات الاحتلال الاسرائيلي قائلا "إنها لا تحقق السلام والامن الذين يحتاجهما الاسرائيليون" . كما طالب المسؤولين الاسرائيليين الى "تحويل اقوالهم الى أفعال وعزمهم حماية الوضع الحالي للأماكن المقدسة في القدس والى أن يؤكدوا عبر إجراء تغييرات فعلية التزاتمهم بانهاء الاحتلال وبفكرة حل الدولتين". ويذكر ان زيارة بان كي مون للمنطقة تأتي مع تسارع وتيرة التحركات السياسية لتهدئة الموقف في الأراضي الفلسطينية حيث من المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الرئيس الفلسطيني في العاصمة الأردنية عمان السبت المقبل. وتتواصل في ذات الوقت الدعوات الفلسطينيية للامم المتحدة والمجتمع الدولي قاطبة بضرورة توفير الحماية الضرورية للفلسطينيين من أجل وقف الإنتهاكات والجرائم الاسرائيلية. وإغتنم في هذا السياق مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الزيارة المقررة للأمين الأممي لدعوته للإستجابة للطلب الفلسطيني بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. وإعتبر مجدي الخالدي المستشار الدبلوماسي لعباس أن الشعب الفلسطيني "يتعرض لعدوان وجرائم إسرائيلية وتنكيل بشبابه وأطفاله ونسائه ما يلقي المسؤولية على الأممالمتحدة وأمينها العام من أجل التحرك لوقف هذه الممارسات ". اسرائيل تواصل بدون هوادة إعتداءاتها ضد العزل الفلسطينيين لازالت الإعتداءات الاسرائيلية متواصلة في الاراضي الفلسطينية حيث ارتفع اليوم الثلاثاء عدد شهداء هذه الممارسات العدائية إلى 74 شهيدا بعد ان استشهد اليوم شاب فلسطيني في منطقة بيت عوا جنوب غرب الخليل برصاص جنود الاحتلال. وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر على الشاب عدي هاشم المسالمة (24 عاما) ما أدى إلى استشهاده على الفور. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت اليوم أن حصيلة ضحايا الإعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية قد إرتفعت منذ مطلع الشهر الجاري إلى 47 من بينهم 10 أطفال أصغرهم 16 شهرا وأكبرهم 17 عاما 8 منهم في الضفة الغربية واثنان في قطاع غزة. وأوضحت أن عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس بلغ 32 شهيدا وفي قطاع غزة 14 شهيدا من بينهم أم وطفلتها الرضيعة فيما استشهد شاب من منطقة حورة بالنقب داخل أراضي ال1948. كما تتابع قوات الإحتلال سياسة الإعتقالات للتضييق على المواطنين الفلسطينيين حيث إعتقلت اليوم اربعة مواطنين فلسطينيين من مدينة الخليل وبلدة اذنا كما هاجم مستوطنون مسلحون تحت حماية جنود الاحتلال إسرائيلي منازل الفلسطينيين شرق المدينةجنوبالضفة الغربية. وفي نابلس أخطرت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر اليوم بهدم منزل الأسير الفلسطيني راغب عليوي أحد المتهمين بمقتل مستوطن وزوجته قرب بيت فوريك, واعتقلت 12 فلسطينيا في نابلس.