دخلت الحرب المعلنة من طرف روسيا من جهة والتحالف الدولي من جهة ضد التنظيم الارهابي "داعش" بسوريا "اطارا جديدا" فرضته سلسة الوقائع الدامية التي شهدتها فرنسا ولبنان مرورا بحادث تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء بمصر والذي تبناه التنظيم حيث كشفت التصريحات الاخيرة لقادة عدد من الدول عن نية حقيقية التوجه نحو تشكيل تحالف. ضرورة حشد القوى بدلا من تشتتها مادام الهدف واحد أمر دعت اليه موسكو منذ الوهلة الاولى لضرباتها بسوريا ضد ارهاب داعش الذي جاء ليلهب الحرب في هذا البلد ويعقد الازمة المستمرة منذ اربع سنوات ونصف السنة والتي تتواصل الجهود الديبلوماسية لإيجاد حل ومخرج لها كان أخرها لقاء فيينا 2 السبت الماضي . تحركات لبحث تشكيل تحالف ضد التنظيم الإرهابي "داعش" فمن المقرر ان يتنقل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي عاشت بلاده الجمعة احداث دموية ضربت مناطق عدة بالعاصمة باريس واسفرت عن مقتل 129 شخصا الى واشنطن الاسبوع القادم ثم الى موسكو للقاء نظراءه في البلدين وبحث تشكيل تحالف ضد " داعش ". هذه اللقاءات اعلن عنها الرئيس هولاند أمس في كلمة أمام البرلمان الذي اجتمع استثنائيا بمجلسيه (النواب والشيوخ) وقال انها تهدف الى تشكيل "ائتلاف كبير وموحد" ضد تنظيم داعش الى جانب اعلان نية بلاده تكثيف الغارات في سوريا بدعم من واشنطنوموسكو. وأشار إلى أن حاملة الطائرات /شارل ديغول/ "ستبحر بعد غد الخميس متوجهة إلى شرق البحر المتوسط مما سيزيد قدراتنا على التحرك بثلاثة أضعاف"، مع اعلان نيته مطالبة مجلس الامن الدولي الانعقاد لتبني قرار يؤكد ما وصفه ب "الإرادة المشتركة لمحاربة الإرهاب". وقبل ذلك من المقرر ان يلتقي الرئيس الفرنسي اليوم الثلاثاء بالإليزيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وذلك بعد أربعة أيام من هجمات باريس الإرهابية. يذكر أن كيري قد أعرب السبت على هامش مشاركته في اجتماع فيينا حول سوريا عن تضامن بلاده مع فرنسا التي تعد اقدم حليف لها و أدان بشدة اعتداءات باريس الارهابية التي وصفها ب"البغيضة". إعلان مواصلة ىالحرب على الارهاب دون هوادة ميزت نبرة التصريحات الرسمية الروسية وفي مقدمتها تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين الذي اكد في تعليقه عن نتائج التحقيقات في حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء بمصر والتي كشفت الغطاء عن "تفجير ارهابي" استهدفها، توعد بالرد بقوة على إرهابيي "داعش" بسوريا و أكد بان موسكو ستعثر على الجناة" أينما كانوا في العالم" لمعاقبتهم. وأكد بوتين أيضا ان الضربات الروسية الموجهة ضد الإرهابيين في سوريا ستتواصل وتزداد كثافة حتى يدرك المجرمون أن "الانتقام لا مفر منه"، على حد قوله. وكان رئيس جهاز الأمن الفديرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، أعلن في وقت سابق اليوم أن فحص الأغراض الخاصة بركاب الطائرة المنكوبة في سيناء كشف عن وجود آثار مواد متفجرة وأنها كانت محل "تفجير إرهابي". من جهة أخرى قمة دول مجموعة العشرين التي التأمت على مدى يومين بمدينة "انطاليا" التركية دعت في بيانها الختامي أمس الاثنين إلى مواصلة محاربة الإرهاب بكل حزم في ظل تزايد أعمال العنف التي تعمل على تقويض السلم والأمن الدوليين وكذلك جهود تعزيز الاقتصاد العالمي. وأبرزت ايضا ان جهود محاربة الإرهاب لا تعتمد فقط على الحلول العسكرية بل تحتاج تعاونا في مسألة السيطرة على الحدود وزيادة تبادل معلومات المخابرات والتضييق على تمويل الإرهابيين. الرقة (سوريا) معقل داعش تحت نيران مقاتلات غربية وشنت المقاتلات الفرنسية غارات الليلة الماضية في الرقة بشمال سوريا ودمرت مركز قيادة ومعسكر تدريب تابعين لتنظيم "داعش". وذكرت وزارة الدفاع الفرنسية أن الجيش الفرنسي قام للمرة الثانية خلال 24 ساعة بغارة جوية على داعش في الرقة بسوريا وتم إصابة وتدوير الأهداف بشكل متزامن. وكانت فرنسا قد بدأت منذ سبتمبر الماضي توسيع عملياتها العسكرية ضد داعش لتشمل أيضا سوريا. من جهته اعلن الجيش الأمريكي عن شنه غارة جوية بالرقة استهدفت "المتطرف جون" البريطاني الذي ينتمي إلى تنظيم داعش وظهر في تسجيلات فيديو لإعدام رهائن فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس مقتل المتطرف مع ثلاثة أجانب في الغارة التي استهدفت سياراتهم وسط مدينة الرقة. "سنهزم داعش وكل من يشاركه ايديلوجيته الكريهة" هي تصريحات،ادلى بها رئيس الديبلوماسية الا مريكية جون كيري امس من مقر السفارة الامريكيةبباريس وطمأن فيها من أن بلاده ستتعاون مع فرنسا لدحر تنظيم داعش الإرهابي الذي تبنى اعتداءات باريس الإرهابية. وعلى جبهة اخرى لازالت اصداء اجتماع فيينا تتوالى حيث اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بضرورة مواصلة الجهود للتوصل لاتفاق سياسي بشأن سوريا. وبالامس بحث وزير الخارجية الأمريكي مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة خلال اتصال هاتفي نتائج محادثات فيينا الاخيرة حول سوريا والخطوات لتفعيل تلك النتائج. واتفق المشاركون في محادثات فيينا والتي تهدف لإنهاء الحرب في سوريا على عقد لقاء جديد "خلال نحو شهر" لإجراء تقييم للتقدم بشأن التوصل لوقف لإطلاق النار وبدء عملية سياسية في البلد المضطرب. واتفق ممثلو الدول ال17 إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وجامعة الدول العربية على جدول زمني محدد لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا رغم استمرار الخلاف حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد وفق ما جاء في البيان الختامي.