يومان بعد التنصيب الرسمي للحكومة البوركينابية الجديدة، في خطوة باتجاه عهد ديمقراطي جديد، تقف بوركينا فاسو أمام تحدي أمني "حقيقي" بعد العملية الارهابية الاولي من نوعها في تاريخ البلد الذي عاش لاشهر، أزمة سياسية "غير مسبوقة" مما أجبرها على تكثيف التعاون مع مالي البلد الجار، للتصدي للخطر المتزايد الذي تشكله الجماعات المسلحة على المستوى الاقليمي (غرب افريقيا). الاتفاق بين بوركينا فاسو و مالي في محاربة الارهاب عبر التنسيق و تبادل المخابرات و المعلومات، وتسيير دورات أمنية مشتركة، جاء خلال لقاء جمع رئيسا وزراء البلدين، غداة العملية الارهابية الدامية التي استهدفت فندقين و مطعم يرتادوهم زبائن من جنسيات أجنبية مختلفة، و خلفت مصرع 30 شخصا على الاقل و اكثر من 50 جريحا. التعاون الجهوي-الاقليمي الامني ضرورة "ملحة" لسد الطريق أمام تمدد الارهاب أمام خطورة الوضع الامني و بغرض وقف تمدد نشاط الجماعات الاهابية في المنطقة، اتفقت بوركينا فاسو و مالي التي شهدت في نوفمبر الماضي عملية مماثلة هزت كيان فندق فاخر وسط العاصمة باماكو مخلفة أكثر من 20 قتيلا و عشرات الجرحى، على تعزيز التعاون مع دول جميع المستويات امام التهديدات الارهابية المحدقة بالبلاد، و بالمنطقة. ومن هذا المنظور أعلن الرئيس البوركينابي روش مارك كريستيان كابوري في خطابه الى الامة من مكان الهجوم بواغادوغو أن أجهزة الامن "ستعزز تدابيرها الامنية عند مداخل العاصمة واغادوغو و في مدن اخرى و على حدود البلاد". ودعا كابوري الى ضرورة محاربة العمليات ارهابية "الهمجية" من خلال توحيد الجهود، مناشدا مواطنيه التحلي ب"الشجاعة"و "اليقظة" و الى" الاتحاد في مواجهة الارهاب". وكان وزير الأمن الداخلي سيمون كومباوري أعلن ان الهجوم الذي استهدف فندق "سبلنديد" ومقهى "كابوتشينو" أوقع 29 قتيلا و30 جريحا، مشيرا الى إنقاذ 176 شخصا من بينهم وزير العمل كليمون ساوادوغو. وقال كومباوري انه تم التعرف على اصحاب ثلاث جثث تعود للمنفذي الهجوم، بعدما قتلوا أثناء العملية التي استدعت تدخل قوات الأمن مدعومة من قوات خاصة فرنسية وأميركية، و التي واستمرت 12 ساعة، مشيرا الى ان المهاجمين أتوا على متن سيارات تحمل لوحات تعود للنيجر. وتحسبا لاي طارئ أمني، استنفرت الاجهزة الامنية بالدول المجاورة لبوركينا فاسو منذ أول أمس السبت في اعقاب الهجوم المروع الذي وقع بالعاصمة البوركينابية، في الوقت الذي تم فيه الاعلان عن الحداد الوطني لمدة 3 أيام على ضحايا الاعتداء الارهابي. من جهتها جددت مجموعة دول غرب افريقيا (ايكوس) تصميمها على استئصال جذور الارهاب في المنطقة، و استعدادها لاتخاذها التدابير الامنية الكفيلة لمواجهة التهديدات الامنية التي تشكلها الجماعات المسلحة. و في هذا السياق قال الرئيس الحالي لهذا التجمع الاقليمي الرئيس السينغالي، ماكي سال، "نبقى مصممون أكثر من أي وقت مضى على استئصال جذور الارهاب" و"محاربة أي شكل من الإرهاب" في المنطقة. و أضاف سال "نعتبر ان الاعتداء الإرهابي في واغادوغو هو اعتداء على كل بلد من بلداننا وعلى المجموعة الاقليمية، مؤكدا الاستعداد لاتخاذ "كل التدابير التي يستوجبها الوضع".