أكد المختص في الشرق الأوسط, اردافان امير-اسلاني, الإثنين بسفارة الجزائربباريس أن الدبلوماسية الجزائرية كانت دائما قادرة على التكيف مع تطور المؤثرات الجيواستراتيجية في المنطقة وعبر العالم. و أوضح المختص في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش حفل بيع بالإهداء لكتابه "العصر الذهبي للدبلوماسية الجزائرية" الصادر بالجزائر العاصمة و باريس عن دور النشر "ميديا بلوس" و "دي مومون" (2015) أن "الجزائر التي لم تدافع أبدا عن أطروحات تجاوزها الزمن لطالما توفرت على القدرات التي تمكنها من التكيف مع تطور المؤثرات الجيوستراتيجية في المنطقة المحيطة بها وعبر العالم". اعتبر السيد اردفان امير-اسلاني, الأستاذ الجامعي في العلوم الجيوسياسة بالشرق الأوسط, أن مواقف الجزائر "ليست ايديولوجية بل تستند إلى قيم و مبادئ تتمثل في احترام الشرعية والسيادة الوطنية للدول". و أشار المختص, الذي يعد أيضا محاميا, إلى أن "استقلالية الجزائر الدبلوماسية أزعجت البعض ممن لا يشاطرون مواقفها السيادية". و لتوضيح بعض هذه "المواقف السيادية" للدبلوماسية الجزائرية ذكر السيد امير-اسلاني بالمسألة السورية و "دفاع الجزائر عن شرعية النظام القائمة على تصور معاصر وهو الموقف الذي يجعلها "في نقيض مع تصورات دول الشرق الأوسط". و فيما يخص كتابه الصادر في نوفمبر الفارط الذي أهداه بحضور وزيرين سابقين للشؤون الخارجية هما الأخضر الإبراهيمي و محمد بجاوي, أوضح الكاتب من أصول إيرانية أنه اختار فترة 1962-1978 "نظرا للنزاعات المتعددة التي كانت قائمة بين إيران و العالم لا سيما اتفاقات 1975 بالجزائر العاصمة والتي سمحت بتحديد الحدود بين إيران و العراق بالإضافة إلى قضية الرهائن الأمريكان سنة 1980 و نهاية الحرب بين إيران و العراق سنة 1988". و أضاف "لقد لعبت الجزائر في هذه النزاعات دورا هاما بصفتها طرفا فاعلا من خلال بعثة مساعي حميدة ما جعلني أتطرق إلى هذه الفترة بالذات وأغتنم هذه المناسبة للإعلان عن صدور مؤلف أخر بعنوان +إيران مفهوم التاريخ+". و أكد الخبير أن "العصر الذهبي للدبلوماسية الجزائرية كان نتيجة لمبادئء استقلال الجزائر و لفاعلين متميزين جسدوا قيم الإستقلال و السيادة و مناهضة الإستعمار على أرض الواقع".