تسير ولاية وهران نحو أفق واعدة في مجال تطوير نظم رسكلة وتثمين النفايات لجعلها واحدة من الفروع الاقتصادية التي تذر الثروة وتساهم في تحسين المحيط والمحافظة على البيئة. ولعل توسع نطاق العملية النموذجية "رسكلة النفايات المنزلية بدءا من المصدر" والتي بادر بها مكتب وهران للمنظمة العالمية "أر 20" إلى إجمالي 6 تجمعات عمرانية كبرى بوهران مؤشر لتجاوب عاصمة الغرب الجزائري مع التجربة التي بدأت توفر الظروف المناسبة "لإطلاق برنامج رسكلة اقتصادي مربح" برأي عدد من الخبراء في مجال البيئة والتنمية. فبعد سنة كاملة من إطلاق هذه العملية النموذجية بالتنسيق مع مديرية البيئة وفعاليات جمعوية على مستوى حي "عدل المشتلة" ببئر الجير وحي "العقيد لطفي" منذ 25 أبريل 2015 تم توسيعها إلى كل من أحياء ابن سينا وسيدي الهواي وكذا حي الصباح الذي يقع جزء هام منه ضمن الاختصاص الاقليمي لسيدي الشحمي وأخر لبلدية بئر الجير ثم حي الرياض. وحسب مدير مكتب "أر 20" لوهران رشيد بسعود فإن توسع العملية نحو الأحياء المذكورة جاء تلبية لرغبة سكانها أين لوحظ تجاوبهم الايجابي مع المرحلة الأولى في انطلاقها، مشيرا إلى أن حملات الإعلام والتحسيس حول العملية ذاتها عرفت هي الأخرى إقبالا مهما من طرف المواطنين. ونفس الأمر بالنسبة للمهتمين بالاستثمار في حقل رسكلة وتثمين النفايات، يقول ذات المسؤول، الذي أشار إلى أن مجموعات من المهتمين بهذا المجال قد أبدوا رغبيتهم في التعرف عن العملية وعن نتائجها لا سيما في الموقعين الأولين. يذكر أنه منذ بداية العملية تم جمع نحو 300 طن من النفايات في إطار الرسكلة بدءا من المصدر حيث حولت إلى رواق الفرز الذي تم تشغيله مؤخرا بمركز الردم التقني للنفايات بحاسي بونيف ، وفقا للمتحدث، الذي لفت إلى أن عملية الفرز بدءا من المصدر بحي "عدل مشتلة" قد تحققت بنسبة 80 بالمائة بينما تجاوزت النسبة بحي "العقيد لطفي" 40 بالمائة (40 ألف نسمة عموما). وإستنادا لمصالح مديرية البيئة لولاية وهران فإن إطلاق عملية فرز النفايات بمركز الردم التقني لحاسي بونيف تسير في أحسن الظروف حيث سمحت بإستحداث 11 منصب عمل على مستوى ذات الموقع علاوة على مناصب أخرى لدى المؤسسات الخاصة الناشطة في مجال جمع وتحويل النفايات التي تم فرزها على غرار المواد البلاستيكية والكاشطة وغيرها. كما يأتي تنصيب لجنة ولائية مكلفة بمتابعة هذه العملية "النموذجية" والتي تضم فاعلين من عدة قطاعات "حافزا لتطوير نظم رسكلة وتثمين النفايات بوهران، وفق منظور اقتصادي مربح"، كما أبرزته خبيرة لدى مكتب وهران لمنظمة "أر 20" بريكسي زهور التي صرحت أن تركيبة اللجنة المذكورة التي نصبت بقرار من والي وهران تنسجم وطموحات الولاية في هذا الميدان. ويبرمج قطاع البيئة بوهران عملية "مهمة" من خلال مشروع توسعة رواق الفرز بحاسي بونيف إلى مركز فرز قائم بذاته داخل محيط مركز الردم التقني والذي من المنتظر استلامه مع بداية 2017 بطاقة معالجة تزيد عن 150 طن من النفايات يوميا. كما يتجه ذات الطموح نحو تخصصات ذات أهمية في مجال استرجاع وتثمين النفايات حيث يعتزم مكتب المنظمة بوهران إلى ولوج مجال استرجاع الورق من خلال نظام الفرز على مستوى المؤسسات التربوية إضافة إلى نظام ثاني موجه للمناطق الصناعية والبتروكيماوية. وبالتعاون مع عدة جميعات ناشطة في المجال بوهران تتواصل عملية الاعلام والتحسيس بأهمية العملية النموذجية على غرار جمعيات شقراني والورود والحياة وكذا جمعية صحة سيدي الهواري حيث تشارك هذه الفعاليات في تكوين منشطي الأحياء وهو التكوين الذي شمل أيضا عدد معتبر من مؤطري قطاع التربية والتعليم الذين يقومون بدورهم في تحسيس التلاميذ. ويعتقد عادل طيبي وهو نشاط جمعوي مشارك في العملية أن جميع الشروط متوفرة لتطوير فرع اقتصادي ناجح في مجال تثمين ورسكلة النفايات بوهران خاصة في ظل شبكة كبيرة من الفعاليات الجمعوية المحلية والمهتمة بالشأن البيئي، إلى جانب وجود مراكز ردم تقني وعتاد ذو قيمة. ولفت السيد طيبي الذي يعد أحد مؤسسي جمعية حماية غابة كناستيل إلى رواج الثقافة البيئية بوهران على غرار باقي المدن الجزائرية وكذا في ظل مرحلة يبحث فيها الجميع على اطلاق بدائل اقتصادية ذات قيمة مضافة لا سيما من قبل الشباب حاملي المشاريع والراغبين في خلق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وبحي الرياض (5 آلاف نسمة) والذي يتاخم الطريق الاجتنابي الرابع يتم بالتعاون مع المؤسسة المسيرة للإقامة المذكورة تجسيد العملية النموذجية وذلك منذ 4 أشهر أين تم جمع أكثر من 4 آلاف كلغ من النفايات عن طريق نظام الرسكلة والفرز بدءا من المصدر حيث تسير العملية "بنجاح "حسب مكتب منظمة "أر 20" المنسق للعملية. وكحوصلة لعملية التكوين والتحسيس تم لحد الآن تنظيم 20 دورة تكوينية مست 471 مستفيد من مختلف القطاعات على غرار اطارات مديرية البيئة وكذا مؤسسة الردم التقني لحاسي بونيف والمؤسسة العمومية للنظافة لولاية وهران فضلا عن عمال لبلديات وهران ومن قطاع التربية أيضا. وتوسعت العملية التحسيسية أيضا لتشمل العائلات التي وزعت عليها المطويات الارشادية حول أهمية هذه العملية إلى جانب الأبواب المفتوحة ، إضافة إلى مساهمة بارزة من الأئمة واطارات الشؤون الدينية. وبالموازاة يتم التحضير لإقتحام فرع آخر في ميدان رسكلة النفايات على مستوى سوق الجملة للخضر والفواكه ببلدية الكرمة إضافة إلى مشروع أخر موجه لاسترجاع النفايات الخشبية. كما تستهدف رؤية القائمين على هذه العملية إشراك السلسلات الفندقية فيما يتم العمل على استقطاب المستثمرين في المجال حتى تكون سنة 2017 موعدا لانطلاق نشاط اقتصادي كبير مرتبط بالرسكلة. وعلاوة على وفرة الوسائل الخاصة بالفرز بدءا من المصدر لفائدة الأحياء السكنية المستهدفة يتم حاليا البحث عن شركاء مختصين في مجال تطوير تكتنولوجيات الفرز والرسكلة وذلك بغية تمكين وهران من نظم متطورة في المجال قادرة على تحقيق النجاعة الاقتصادية المرجوة. يذكر أن ولاية وهران تتوفر على 3 مراكز للردم التقني للنفايات تقدر إمكانياتها مجتمعة بأزيد من 1.420 طن من المعالجة اليومية للنفايات بكل من حاسي بونيف والعنصر وأرزيو. وتزخر هذه المراكز التي تتربع على مساحات كبيرة ووسائل متنوعة بمؤهلات تمكنها من المساهمة في عملية تطوير نظم الرسكلة وتطوير النفايات، وفق ما أشار إليه محمد مكاكية المدير الولائي للبيئة بوهران.