أوضحت منظمة الأممالمتحدة يوم الثلاثاء أن التنظيم الإرهابي الذي يطلق عليه "الدولة الإسلامية" (داعش) لن يعرف توسعا جديدا في ليبيا و لكن تواجده في هذا البلد يشكل خطرا على المنطقة. و اعتبر الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون في تقريره حول خطر داعش على الأمن الدولي الذي يعرضه اليوم الأربعاء بمجلس الأمن أن تنظيم داعش في ليبيا "نظرا للصعوبات التي ما زال يواجهها لبسط سيطرته و اقامة تحالفات و منافسة أطراف أخرى لا سيما شبكات التهريب الدولية بالمنطقة", "من المفروض أنه لا يعرف تقدما جديدا خلال الأشهر المقبلة". و في هذا السياق أكد تقرير رئيس منظمة الأممالمتحدة أن تنظيم داعش يواجه صعوبات في القيام بعمليات و توسيع مجال نشاطه خارج منطقة سيرت. و اعتبر أن "تواجد داعش يشكل خطرا على المنطقة" معتبرا انه من الضروري مواصلة مراقبة طاقاته العملياتية و تطور تأثيرها في سياق اقليمي ليس بالضرورة في صالحه. و في هذا الإطار أوضح الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة أن ليبيا يمكن أن تصبح منطقة توسع أخرى نظرا للصعوبات المتزايدة التي تواجهها داعش في العراق و سوريا.و حسب نفس المصدر داعش تريد من وراء الاستقرار في ليبيا "إنشاء قاعدة خلفية تساعدها على التوسع" في المنطقة. و في الميدان لايزال تنظيم داعش يستغل الفراغ السياسي و الأمني في ليبيا. ليبيا: من 3.000 إلى 5.000 إرهابي ينتمون لداعش كما أوضحت معلومات أن هناك نشاطات تجنيد و دعم متواصلة في المنطقة حيث قامت مصالح الأمن و دول المغرب العربي بتفكيك العديد من الخلايا التابعة لداعش في حين أن العديد من الإرهابيين التحقوا بداعش في ليبيا منذ إنشائها. و قد أعاد تنظيم داعش مجموعة مكونة من حوالي 800 ليبي إلى بلدهم كانوا ينشطون في العراق و سوريا حسب ذات التقرير الذي اعتبر أن العدد الاجمالي لعناصر داعش في ليبيا يتراوح بين 3000 و 5000. و تقترب الأرقام التي قدمتها منظمة الأممالمتحدة من التقديرات التي كشف عنها البنتاغون الذي قدر هذه القوات بحوالي 6.000 إرهابي. و أصبحت ليبيا نقطة عبور للعناصر الإرهابية الأجنبية التي تدخل هذا البلد لكي تتوجه إلى دول أخرى, حسبما أشار السيد بان كي مون. و في ليبيا انتشر تنظيم داعش في ظرف زمني قصير نسبيا. كما يسيطر التنظيم الارهابي المتواجد بمدينة سيرت على عدة خلايا بمدن درنة و عجدابية و بن غازي حيث ادت العمليات العسكرية الى هروب جماعات هامة تابعة لجناح ليبيا. و لا يزال تنظيم داعش يعتمد على التمويل الذاتي إلى حد كبير بفضل "ضرائب" يحصلها بسرت و ضواحيها. كما انه يتلقى دعما ماليا من قبل عناصر أخرى تابعة للجماعة مستقرة بالخارج حسب الأممالمتحدة التي تستند إلى معلومات لدولة عضو في الأممالمتحدة. تنامي خطر الاعتداءات الارهابية على الصعيد الدولي و يوضح تقرير بان كي مون أن تنظيم داعش باشر مرحلة جديدة من التهديدات مع تنامي خطر اعتداءات مدبرة باحكام ضد أهداف مدنية على الصعيد الدولي. و حسب الأمين العام للأمم المتحدة فان تنظيم داعش قام خلال الستة أشهر الأخيرة فقط بتنفيذ أو تشجيع أو تبني اعتداءات ارهابية في ألمانيا و بنغلاديش و بلجيكا و مصر و الولاياتالمتحدة و روسيا و فرنسا و أندونيسيا و تركيا. و يشير الأمين العام الأممي إلى قتل أكثر من 500 شخص و اصابة مئات آخرين بجروح خلال هذه الاعتداءات مضيفا أن "تنظيم داعش لا زال يمثل تهديدا ارهابيا خطيرا على الصعيد الدولي". و أضاف السيد بان كي مون أن ارهابيين أجانب من العالم بأسره لا زالوا يلتحقون بأعداد كبيرة بصفوف التنظيم الارهابي مشيرا إلى أن عددهم يقارب 38.000 شخص يبدو أنهم حاولوا التوجه إلى المنطقة خلال السنوات الأخيرة. و تستند هذه الأرقام الى معلومات تقدمها الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة. و استنادا إلى نفس الأرقام يعد تنظيم داعش في صفوفه حاليا 30.000 فرد في المنطقة و هو رقم يشمل سوريين و عراقيين و ارهابيين أجانب. و ينحدر أغلب هؤلاء الارهابيين الأجانب المنضمين إلى تنظيم داعش من الشرق الأوسط و آسيا الوسطى و شمال افريقيا و كذا من أوروبا و جنوب آسيا و جنوب-شرق آسيا.