غالبا ما تسند مهام المطبخ لربة البيت وشابات العائلة اللواتي تغتنمن فرصة شهر رمضان لتتدربن على تحضير مختلف الأطباق لكن عندما يتعلق الأمر ب "البوراك العنابي" فإن حضور الرجل يكاد يكون قويا وتفانى بعض الرجال وخاصة الشباب منهم في تحضير هذه الأكلة الرمضانية يعطيه علامة مميزة يتباهى بها العنابيون. فالبوراك العنابي أكلة خفيفة تستهلك مع تناول شربة رمضان و تحضر أساسا باستعمال أوراق من العجائن التقليدية من دقيق القمح الصلب (السميد) وتستعمل لضم مكونات متنوعة لا يغيب عنها الجبن والزيتون والبطاطس المطحونة والبيض ويتفانى الشباب في طهيها مذاقات إضافية متنوعة وجريئة في بعض الأحيان. وبحسب إمكانيات صاحب المطبخ يستعمل محضر البوراك العنابي مذاقات تجمع بين اللحم المفروم وقطع لحم الدجاج أو الديك الرومي أو القشريات وخاصة الجمبري وسمك الطونة لتوضب هذه المكونات الواحدة فوق الأخرى حتى تأخذ شكلا مستطيلا يزيد أو يقل حجمه حسب شهية المستهلك . --مستلزمات البوراك العنابي مرتبطة بذوق و شهية الصائم... ولأن مستلزمات البوراك العنابي مرتبطة بذوق وشهية الصائم وخاصة الشباب فإن ربات البيوت وجدن في إقبال الذكور على تحضيره وفق أذواقهم الخاصة إذ أن طهي مكوناتها وخاصة البيض تختلف من شخص لآخر. ولأن أكلة البوراك العنابي يمكن تحضيرها بأبسط المكونات (بطاطس بيض وجبن) فقد ترسخت كأكلة خفيفة يشتهيها العنابيون باختلاف فئاتهم ليس فقد خلال شهر رمضان لكن أيضا طيلة أيام السنة وهو ما يتجلى من خلال الانتشار الواسع لنشاط الإطعام السريع المتخصص في البوراك العنابي. ولعل النجومية في هذا المجال يتقاسمها كل من محل الإطعام "عمار" بحي بوزراد حسين ومطعم البوراك العنابي بحي ديدوش مراد حيث تتشكل طوابير من الشباب وحتى أرباب عائلات لاقتناء قطع من البوراك العنابي حسب الأذواق كما أكد ذلك لوأج أحد الطباخين الشباب العاملين بمطعم "عمار" للبوراك والأكلات الخفيفة معتبرا أن سمعة البوراك العنابي تعدت ربوع الوطن وانتقلت إلى نقاط تمركز الجالية الجزائرية بكل من فرنسا وكندا و بريطانيا . - البوراك العنابي علامة مميزة و تجارة مربحة... فالبوراك العنابي علامة مميزة يتداولها أصحاب الشهية و هي أيضا تجارة مربحة لمروجي نشاط تحضير وبيع البوراك . فالنسبة للعديد من ربات البيوت تعتبر حرفة تحضير وتسويق أوراق البوراك التقليدية موردا لدخل مستقر بحيث تسوق الورقة الواحد من البوراك بسعر يتراوح ما بين 5 و 10 د.ج بحسب موقع تسويقها . فبمداخل أسواق المدينة لا تغيب أوراق البوراك طيلة أيام السنة ليتزايد عليها الطلب وينتشر باعة هذه الأوراق عبر الأحياء و بمداخل العديد من المتاجر و محلات القصابة. أما بالنسبة لأصحاب نشاط الإطعام السريع المختصين في تحضير البوراك فأقل ما يقال عنها أنها تجارة مربحة فالقطعة الواحدة تسوق بسعر متوسط يقدر ب 100 د.ج ليتزايد ثمنها كلما تنوعت مكوناتها. وتبقى أكلة البوراك أو " البريك " كما يسميها الجيران بتونس أكلة تقليدية سريعة تنافس باقي الأكلات الخفيفة المنتشرة بالمحلات العصرية للإطعام السريع بعنابة.