أعطى متطوعون من قرية أث لحسن التابعة لبلدية أث ياني (35 كلم جنوب تيزي وزو) أجمل و أقوى صور التضامن الإنساني من خلال مشاركتهم في استكمال أشغال بناء منزل جارهم حسن ايمون الذي تعذر عليه ذلك لأسباب مادية. ففي حدود الساعة التاسعة صباحا كان العشرات من الشباب من حي "تازا" بقرية أث لحسن حاضرين بورشة هذا المنزل ينتظرون بفارغ الصبر الإنطلاق في أشغال البناء لمساعدة جارهم على استكمال انجاز منزله قبل حلول فصل الشتاء الذي يتميز بقساوته بهذه المنطقة المتواجدة على علو 900 متر. خالف فضيل و حسن و سعيد و مايس لسفر و حنفي و كريم و مبارك و كمال شباب لم ينتظروا وصول باقي أفراد فريق المتطوعين للإنطلاق في الأشغال لمساعدة عائلة ايمون حسن الموظف ببلدية آث ياني و أب لثلاثة أطفال. و بعين المكان إلتقت "وأج" الشاب فضيل خالف عامل بناء كان وأصدقائه بصدد اخراج بعض المواد و الأدوات المتواجدة بداخل هذا المنزل قيد التشييد حيث أكدوا أن "حسن و عائلته يعيشون بمنزل تقليدي قديم و لذلك نريد تحقيق حلمه ببناء منزل و ضمان سقف يأويه هو و أبناءه و والدته التي تعيش معه" . من جهته حرص رشيد أرجال و هو زميل حسن على المشاركة في هذا العمل الإنساني و مساعدة صديقه على بناء منزله حيث أكد كل من هذا السيد البالغ من العمر 58 سنة و عدد من الأصدقاء أن حسن انطلق في أشغال بناء منزله منذ نحو عشرين سنة مشيرا الى أن الأشغال كانت تسير بوتيرة جد ضعيفة بالنظر لراتب حارس حظيرة ببلدية. و منذ وفاة زوجته سنة 2012 و التي تركت ثلاثة يتامى منهم رضيع كان يبلغ من العمر 14 شهرا و طفل آخر مصاب بداء السكري عانى السيد حسن كثيرا مما تعذر عليه مواصلة أشغال البناء -يقول أصدقاؤه-الذين أبدوا رغبة كبيرة في رسم البسمة على وجهه. --إنجاح المبادرة بمشاركة الجميع-- و في حدود الساعة العاشرة صباحا وصلت حافلة من البلدية كان على متنها عمال من البلدية حيث أحضروا معهم خوذات واقية و سترات و قفازات سخرت من طرف المجلس الشعبي البلدي التي يترأسها اسماعيل دغول الذي حرص على الحضور . و بآث ياني يساهم الجميع في إنجاح أية مبادرة إذا تعلق الأمر بمساعدة أحد المواطنين , حسبما لوحظ بعين المكان. حكيم مدان لاعب سابق بشبيبة القبائل سبق له المشاركة في عملية مماثلة بدلس بولاية بومرداس حرص على الحضور الى آث ياني ليعيش هذه التجربة الجميلة بتيزي وزو. و قد تم تجنيد المتطوعين و المحسنين من قبل حصة " اليد في اليد" للمساهمة في استكمال الأشغال التي ستتواصل الى غاية يوم الجمعة المقبل. من جانبه, أوضح منشط حصة "اليد في اليد" نعيم سلطاني أن "الفضل يعود في توفير مختلف الإمكانيات المادية الضرورية لهذه العملية الى مشاركة الجميع بهذه المنطقة بما فيها السباكين و البنائين و المختصين في الكهرباء". كما شهدت هذه العملية التضامنية مشاركة مؤسسة خاصة من ولاية بجاية متخصصة في بيع آلات البناء و التي تحرص منذ ثلاثة سنوات على المشاركة في العمليات التضامنية التي تنظمها حصة ا"ليد في اليد" من خلال مدهم بالآلات و اليد العاملة , كما أكده ممثلها. و بالنسبة لليد العاملة حرص سكان آث ياني و خاصة آث حسن على المشاركة لضمان نجاح هذه العملية التي عرفت أيضا مشاركة جمعيتين من المنطقة. و عرف اليوم الأول لهذه الهبة التضامنية التي ستتواصل على مدى سبعة أيام نقص في البنائين و المختصين في وضع البلاط , مثلما أشار إليه المشرفون على هذه العملية الذين أكدوا أن الدعوة موجهة الى كل شخص يرغب في مساعدة حسن على استكمال أشغال منزله قبل حلول فصل الشتاء.