عادة ما يتم تسجيل حوادث وإصابات في أوساط السائقين خلال سباقات الرالي التي تعرف أحيانا حالات وفاة وإعاقة ومشاكل صحية لذا يتخذ المشاركون أقصى إجراءات السلامة، حسب ما أكده الحاضرون في سباق المرحلة الاولى لرالي الجزائر الدولي 2016 الذي جرى امس الثلاثاء بين بسكرة و بلدية العالية بولاية ورقلة على مسافة 239 كلم. وأكد متسابق الدراجة النارية (500 سم مكعب) سامي لارباس من فريق المدرسة العليا لتكنولوجية الرياضة بدالي ابراهيم (الجزائر العاصمة) -والفائز بالمركز الاول من مجموع 42 متنافسا في هذه الفئة- انه تعرض للعديد من الاصابات في مختلف انحاء من جسمه ما تطلب مكوثه عدة اشهر بدون منافسة لمتابعة العلاج . وآخر الاصابات الخطيرة التي تعرض لها لارباس (47 سنة) بعد سقوطه من دراجة نارية اثناء إحدى سباقات السرعة، كسر نسبي بالركبة، استدعى الامر خضوعه لعملية جراحية ونقاهة لعدة ايام ودخوله منافسة المرحلة الاولى ليس بكامل ليقاته البدنية ونجح على الرغم من ذلك في احراز المرتبة الاولى، كما صرح لواج. و تعرض متسابق السرعة (مركبات) المعروف في اوساط محبي الرياضات الميكانيكية، عمار ميغاري من نفس الفريق إلى اعاقة جسدية مائة بالمائة اثناء إحدى المنافسات بمدينة خميستي بتيبازة ومازال لحد الان يمارس سباق الكارتينغ (مركبة صغيرة) بدواسة ومكبح موجهين باليدين وهو الان يعاني عندما يرى زملاءه يشاركون في الراليات ذات الصيت العالمي، حسب شهادة زميله لارباس. ولا تخلو سباقات السرعة من اخطار تؤدي في بعض الاحيان إلى فقدان الراكب حياته، مثلما جرى للجزائريين الاثنين، بدرالدين محقن باحدى المنافسات بمدينة السويدانية (الجزائرالعاصمة) وفريد بلعياشي بوهران وهذا منذ سنين قليلة حيث لقيا حتفهما اثناء مشاركتهما في الاختصاص المذكور سابقا. ويروي الفائز بالنسخة الاولى لرالي الجزائر الدولي الذي جرى العام الماضي، الجزائري فوضيل علاهم انه تعرض مؤخرا في احدى السباقات لازمة قلبية حادة كادت ان تودي بحياته وبقي لعدة ايام في المستشفى لتلقي العلاج ومازال يعاني من الارهاق لحد الان لكن شغفه بالرياضات الميكانيكية حال دون تخليه عنها، رغم نصائح الاطباء. كما اصيب علاهم (68 سنة) -الذي شارك في العديد من المرات في رالي داكار وتونس- مؤخرا بسرطان البروستات، جراء مكوثه لساعات طويلة في المقعد وما ينتج عنه من اهتزازات بسبب صعوبة تضاريس الصحراء المتنوعة بين الاودية، الكثبان، الحجارة والمنعرجات. وصرح المتحدث الذي تعافى نوعا ما من هذا المرض : " لقد ارهقتني الصحراء واثرت على صحتي ولم يعد باستطاعتي المشاركة لساعات طويلة في المسالك الوعرة او في سباقات الراليات الطويلة سواء بالجزائر او خارجها. اتمنى ان يحمل الشباب المشعل ويحقق نجاحات مثلما فعلنا نحن". وما من محترف دراجة نارية الا وتعرض لكبوة وكسور او جروح تكون في بعض الاحيان خطيرة الا انها لا تزيدهم الا اصرارا على التشبت بركوبها وخوض السباقات مهما كانت نوعية او درجة المخاطر، غايتهم التحدي وحب المغامرة واكتشاف مكنونات الصحاري في العالم.