دعا مشاركون في الورشة التكوينية حول "أساليب التعبيرفي الغناء الصوفي" اليوم الجمعة بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف على هامش الطبعةالسادسة للمهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي إلى التعريف بالموروث السماعي فيالجزائر و دفعه إلى العالمية. وأوصى المشرفون على هذه الورشة التكوينية يوسف سلطاني من البليدة و محمدبن عبد الرحمان بن صالح من المسيلة و عمار مدني من الوادي الفرق الإنشادية المحليةوالوطنية الحاضرة بتطوير غنائها الروحي شكلا و مضمونا و الارتقاء بقدراتها المعرفيةوالإبداعية وفقا لتقنيات وأساليب حديثة قصد التعريف بالموروث الصوفي الجزائري والدفعبه نحو العالمية. وقد استهلت الورشة بمدخل مفاهيمي شمل السماع والمديح والإنشاد والحضرةأبرز فيه المؤطرون الثلاثة أهمية صقل الأداء الفني بالمفاهيم والنظريات العلميةكما تطرقوا إلى التطور السماعي في الجزائر منذ فترة ما قبل الاستعمار الفرنسي خاصةفي الجنوب الكبير وارتباطه بالزوايا. و ذكرووا في سياق متصل، بأن الإنشاد عند العرب كان يفهم على أساس أنه رفعالصوت لمخاطبة الناس ليتطور بعدها ويصير مرنما (ملحنا) بالشعر و أن للإنشاد الحديثخلفية إيديولوجية فكرية مرتبطة بالصحوة الإسلامية المبنية على الاعتدال والوسطية. كما أكدوا أن مواضيع السماع الصوفي دينية وإنسانية مهما تعددت تسمياتهبين السماع والإنشاد أو الغناء الديني المرتبط بعبادة الله ومناجاته. وتحدثوا كذلك عن عصرنة هذا النوع من الغناء الروحي و دور وسائل الاتصالوالتكنولوجيات الحديثة في تطويره شكلا ومضمونا حيث أصبح -حسبهم- استخدام الآلاتالموسيقية والإيقاعية عاديا بعد أن كان غير مرحبا به لدى التيارات الدينية المحافظة. وقد أحيت الحفل ما قبل الأخير لهذا المهرجان مساء اليوم الجمعة فرق "العنادل" من ورقلة و "الهدى" من أدرار و "النجاح السلامية" من تونس على أن تنشط حفل الاختتاميوم غد السبت فرق "التراث المغربي للموسيقى الروحية" من المغرب و "الإمبراطوريةالعثمانية لنظم الصوت" من ألمانيا و "أنغام الزيبان" من بسكرة.