التقت ”المساء” بأحد الأصوات الجزائرية الواعدة في ميدان الأناشيد والأغاني الصوفية، ابن مدينة القبائل الكبرى تيزي وزو، السيد سوسي الوناس رئيس فرقة آيت غبري الرائدة في المنطقة، إليكم الحوار الآتي: هل لنا أن نتعرف على الفرقة أكثر؟ — فرقة آيت غبري تأسست في سبتمبر عام 2007، تضم 12 عضوا، حازت على عدة مشاركات وطنية ومحلية؛ منها المشاركة في إحياء المناسبات والأعياد الدينية، المولد النّبوي الشريف، تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، وأخرى بقصر الثّقافة مفدي زكريا سنة 2008، كما شاركت في الملتقى الوطني حول الزوايا العلمية بولاية غليزان، وحفل المولد النّبوي الشّريف في دار الثّقافة مولود معمري بتيزي وزو، المهرجان الوطني للمديح الدّيني ببوسعادة ولاية المسيلة، المهرجان الوطني للعيساوة سنتي 2010 و2011. شاركتم في المهرجان الصوفي، ماذا يعني الإنشاد الصوفي لفرقتكم؟ — أولا، أريد القول أن ولاية سطيف قامت بعمل جبار ومشرف باحتضانها لهذا المهرجان، قصد التعريف بكل الفرق الصوفية المتواجدة على مستوى الجزائر، أما الإنشاد الصوفي، فهو مشتق من صوفي، وتعني الإنسان الصالح الذي يوحّد الله وينتقل من الحياة العادية إلى الحياة الروحانية، إذ يتخلى فيها عن كل شهوات الدنيا، ويوطد علاقته مع الله من خلال الذكر والتوحيد. كيف ترون إقبال الشباب الجزائري على هذا النوع من الإنشاد؟ — أرى أن إقبالهم كبير وجماهيري محض، على عكس السنوات السابقة، وهذا راجع لانتشار الصوفية عبر كل ربوع الوطن، ودليل على توحيد الله بكثرة، إلى جانب ثراء الإيمان والعقيدة القوية لديهم، وفي كل سنة، يزداد إقبال الشباب على هذا النوع من الإنشاد، ومعظم الذين التحقوا بالصوفية، احترموا القواعد والمبادئ التي انطلقت منها. ما رأيك في مستوى أداء الفرق الجزائرية، مقارنة بالفرق المتواجدة في الوطن العربي؟ — الشيء الذي ألاحظه، هو أن الإنشاد الجزائري في تطور ملحوظ، وهو في حالة حسنة وقابل للتطور أكثر فأكثر إذا ما بُذلت جهود كبيرة من طرف المسؤولين والقائمين على هذا الإنشاد الديني الذي يمثل هوية وعقيدة الشعب الجزائري، لذا يجب علينا أن نضحي من أجل الوصول إلى أعلى المستويات. كيف ترون علاقة الإعلام بالإنشاد؟ — الصراحة أنه منذ سنة 2000، لاحظنا أن الإعلام يبذل قصارى جهده للتعريف بالصوفية والإنشاد الصوفي، وهذا العمل إنما يعكس الرغبة في الحفاظ على هويتنا. ما رأيك في الغناء الذي يزاحم الإنشاد؟ — أولى القائمون على الفن أهمية كبيرة للإنشاد الصوفي والعيساوي، مقارنة بالدول التي أعطته أهمية كبيرة، وهي تعمل على تطويره، على غرار العراق التي أعطت التصوف مكانة مرموقة، إلى جانب الهند، ماليزيا وغيرها، وحتى الدول الأجنبية غير العربية، حيث أجرى أستاذ ألماني بحوثا عن الصوفية، أكد من خلالها أن التصوف ساعد كثيرا في تطوير ونشر الدين الإسلامي، خاصة في الدول غير المسلمة. ما هي النصيحة التي تقدمها للشباب قصد التوجه إلى مثل هذا النوع من الإنشاد؟ — أولا، أدعوا الشباب الجزائري، العربي والمسلم إلى التوجه نحو هذا النوع من الإنشاد، لأنهم سيجدون فيه حتما الارتياح، السكينة والطمأنينة، إلى جانب روحانيته. وندائي للسلطات الجزائرية يتمثل في ضرورة الاهتمام أكثر بهذا النوع من الغناء، لأنه موروث ثقافي وهوية يجب الحفاظ عليها. مرت خمسون سنة على الاستقلال، كيف كان مستوى الإنشاد الصوفي؟ — بعد الاستقلال، شرعت الدولة الجزائرية في بذل جهود كبيرة من أجل تطوير هذا النوع من الإنشاد الروحي والديني الذي مازال يحتاج إلى تطوير ودعم للفرق المنشدة عبر كل أنحاء التراب الوطني، بغرض دخوله المنافسة مع فرق الدول العربية وحتى الأجنبية المسلمة. كلمة أخيرة. — نيابة عن كل أعضاء الفرقة، أشكر كل القائمين على هذا المهرجان، بداية من محافظه إلى كل منظميه، كما أشكركم على التفاتتكم هذه التي تدل على قيام الإعلام بمهامه على أكمل وجه، وأشكر الجمهور السطايفي الذي كان حاضرا في المهرجان، وعلى حسن الضيافة والكرم، كما أدعو السلطات الجزائرية بالالتفات إلينا.