أثنى المجاهد علي الشريف خلال تنشيطه لندوة تاريخية اليوم الأربعاء بوهران حول الشهيد العربي بن مهيدي على خصال هذا الرمز الثوري الذي يعد أحد مفجري ثورة الفاتح نوفمبر 1954 المجيدة. وذكر المجاهد الشريف الذي كان رفيقا في النضال للشهيد العربي بن مهيدي خلال هذه الندوة التي بادرت بها جمعية "مشعل الشهيد" بالتعاون مع جريدة "الجمهورية" التي احتضن مقرها هذا اللقاء الذي يتزامن والذكرى ال 60 لاستشهاد العربي بن مهيدي أن "هذا الشهيد البطل كان بمثابة قدوة في الشجاعة والبسالة والصمود لا سيما بالنسبة لرفاقه". "وقد كانت سيرة الشهيد بن مهيدي مثالا في التضحية ونكران الذات" يضيف المحاضر الذي أبرز حنكة الشهيد في مجال القيادة والتعبئة ورص الصفوف والتخطيط الذكي للعمليات الثورية ضد العدو المستعمر. وفي مداخلته التي كانت بمثابة تحليل لوقائع أحداث "حاسمة ومهمة" في حياة الثورة المظفرة لا سيما لدى تطرقه لمؤتمر الصومام أشار المجاهد علي شريف إلى الدور الكبير للشهيد بن مهيدي في نجاح هذا الحدث التاريخي "لما كان يمتاز به من حكمة وقدرة على توحيد الصف والمهارة في التنظيم" كما قال. كما تناول معالم شخصية هذا الشهيد الذي كرس صحبة رفاقه في النضال اللحمة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب الجزائري إلى جانب قيم عديدة مثل الوفاء والتضامن. وتم بالمناسبة تكريم عائلة الشهيد البطل العربي بن مهيدي الذي يعد أحد قادة الثورة التحريرية ومفجريها. وقد ولد الشهيد في 1923 بولاية أم البواقي حيث انضم في 1942 إلى صفوف حزب الشعب قبل أن يعتقل في أعقاب أحداث 8 مايو 1945. كما كان من بين الأوائل الذين التحقوا بصفوف المنظمة الخاصة في 1947 قبل أن يصبح من أبرز عناصرها ليتدرج في سلم المسؤوليات بالحركة الوطنية ومن ثم عضوا فعالا في مجموعة 22 التاريخية. ولعب هذا الشهيد البطل الذي عرف بمقولته الشهيرة "إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب" دورا بارزا في التحضير وتفجير الثورة التحريرية المظفرة حيث عين كأول قائد للولاية الخامسة التاريخية قبل أن يتقلد مسؤولية التنسيق والتنفيذ للقيادة العليا للثورة. وقد اعتقل نهاية فبراير 1957 قبل أن ينفذ فيه حكم الإعدام مع بداية شهر مارس من نفس السنة بعد تعرضه إلى التعذيب.