لا زال تنظيم "داعش" أو ما تبقى منه على الاراضي العراقية يواجه حربا كانت نتائجها انكماش فلول التنظيم الى أبعد حد حسب تصريحات المسؤولين العراقيين الذين اكدوا عزمهم المضي قدما في ضرب الارهاب وسط تطمينات أبدتها الادارة الامريكية الجديدة وعلى رأسها الرئيس دونالد ترامب لبغداد لمساعدتها في ذلك. وتواصل القوات العراقية في تعزيز مكاسبها ضد ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية وخاصة في معركة الموصل التي كانت تخضع لسيطرة التنظيم منذ يونيو 2014. وزير الدفاع العراقي: انتصرنا على الارهاب وقريبا سنستعيد أراضينا كاملة ووفق أخر التقارير الواردة من الموصل مركز محافظة نينوي تكون قوات "مكافحة الإرهاب" العراقية كبدت يوم الثلاثاء تنظيم "داعش" الإرهابي خسائر في الأرواح والمعدات وسيطرت على حي الرسالة ومنطقة شقق نابلس بالساحل الأيمن غربي المدينة. وكانت القوات العراقية تمكنت من تحرير المجمع الحكومي والدوائر الخدمية يوم الثلاثاء 7 مارس. وبعد إعلان تحرير الجانب الشرقي من الموصل في أواخر يناير الماضي أعلن العبادي في 19 فبراير الماضي بدء المرحلة الثالثة لعمليات "قادمون نينوي" لتحرير الساحل الغربي بالموصل الذي يمثل 40 بالمئة من مساحة المدينة ويضم قرابة 750 ألف نسمة موزعين على 92 حيا. وفي تصريحات ادلى بها أمس أعطى وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي صورة جد ايجابية عن الواقع الميداني والحرب التي تشنها قوات بلاده ضد داعش ..وقال في هذا الصدد ان "العراق انتصر على الارهاب" وأن "ما تبقى من مناطق تحت سيطرة التنظيم سيتم استعادتها بالكامل في وقت قريب". وحيا الوزير العراقي"تعاون أهل الموصل مع قطاعات الجيش الذي سهل مهمته في القضاء على الإرهاب" كما قال. وقد شكلت مسألة "الحرب على الارهاب" أحد أهم ما تناوله لقاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس بواشنطن حيث أبدت الادارة الامريكية الجديدة التزاما بالشراكة الإستراتيجية مع العراق خاصة فيما يتعلق بالحرب على الارهاب فيما أعلن الجانب العراقي أن الإدارة الأمريكية الجديدة تبدو "أكثر انخراطا" من سابقتها في مكافحة "الإرهاب". تعهد امريكي بمواصلة الانخراط في الحرب ضد الارهاب بالعراق وفي الذكرى الرابعة عشرة للاجتياح الأمريكي للعراق في 20 مارس 2003 استقبل العبادي أمس في البيت الأبيض من قبل الرئيس ترامب الذي أكد حرصه "على استضافة العبادي ضمن أوائل رؤساء وزعماء العالم تثمينا لدور العراق ودعما للعلاقة الوثيقة التي تربط بين الشعبين وأهمية العلاقة بين الحكومتين". ونوه الرئيس ترامب بتقدم القوات العراقية في معركة الموصل. كما جاء في بيان مشترك صدر عن الجانبين أن ترامب أكد " مواصلة الدعم الأميركي للعراق وشعبه في الحرب المشتركة التي يخوضها البلدان ضد عصابات تنظيم الدولة الإرهابية". وأعرب الرئيس الامريكي الجديد عن أسفه لانسحاب القوات الأميركية من العراق في ديسمبر2011 وقال "ما كان علينا أبدا أن ننسحب". وكان ترامب كرر خلال حملته الانتخابية مرارا القول إنه لطالما كان ضد غزو العراق في 2003 وأعرب عن تأييده لقرار الولاياتالمتحدة سحب جنودها من هذا البلد. كما أكد البيان المشترك التزام "الولاياتالمتحدة مع العراق اليوم بشراكة شاملة تقوم على الاحترام المتبادل في ضوء اتفاقية الإطار الإستراتيجي العراقية الأميركية" التي تحدد أطر التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية" والموقعة عام 2008. وذكر البيان أن الجانبين اتفقا على أن تستمر الشراكة بينهما على المدى البعيد "لاستئصال جذور الإرهاب في العراق ولتعزيز قوة العراق في المجال العسكري والمجالات المهمة الأخرى". واعتبر العبادي العلاقة بين الولاياتالمتحدةوالعراق "اختيارية وليست قسرية" في إشارة إلى أن حكومة بغداد قد اختارت إدامة علاقتها مع واشنطن ولم تجبر على ذلك. وتهدف الزيارة الرسمية للعبادي إلى الولاياتالمتحدة وهي الأولى له منذ تسلم ترامب مفاتيح البيت الأبيض إلى "تعزيز التعاون الأمني والعسكري" بين البلدين. ويشارك العبادي في واشنطن اليوم الأربعاء في اجتماع وزراء خارجية الدول ال68 المنضوية في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا. وسيستضيف وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون وزراء خارجية ومسؤولين كبار من 68 دولة ومنظمة دولية لإجراء مناقشات مفصلة حول أولويات الجهود المبذولة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وبخصوص العمليات العسكرية التي يشهدها الجانب الغربي من الموصل لطرد عناصر داعش توقعت وكالات المساعدات الإنسانية والمنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة نزوح مئات الآلاف من المدنيين العراقيين من الأحياء الغربية بالمنطقة. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن ما بين 300 إلى 320 ألف مدني عراقي سينزحون عن الأحياء الغربية للموصل خلال الأسابيع القادمة. وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي في بيان صحفي ان "العملية الإنسانية في غرب الموصل أكبر وأكثر تعقيدا بكثير مما كانت عليه في شرق الموصل"مضيفة قولها "نحن نخطط ونستعد لعملية الموصل منذ أشهر لكن الحقيقة أن حجم الأزمة فاق حدود طاقتنا.. ورغم ذلك سنسعى للقيام بأفضل ما يمكننا لضمان توفير المساعدات لجميع من يحتاجون إليها". ومنذ 17 أكتوبر الماضي شرد أكثر من 330 ألف مدني عراقي جراء أزمة الموصل أكثر من 70 ألفا منهم عادوا فيما بعد إلى منازلهم. وتعمل المنظمات والوكالات الإنسانية على مدار الساعة لتوفير الدعم اللازم لأكثر من 1.3 مليون شخص من الأحياء الشرقية والأحياء الغربية للموصل بما فيهم الأسر التي فضلت البقاء في منازلها والأسر التي نزحت.