بحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مساء الاثنين، الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقال ترامب بعد الاجتماع، الذي عقد في البيت الأبيض وتزامن مع الذكرى 14 لغزو العراق، إن العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الموصل "تحقق تقدماً"، مشدداً على أن هدفه الرئيسي التخلص من التنظيم المتشدد. وأكد قائلاً: "سنتخلص من داعش، سيتحقق ذلك، بل أنه يتحقق الآن". وأضاف رداً على سؤال بشأن هل كان على الولاياتالمتحدة أن تسحب قواتها من العراق: "ما كان يجب أن نغادر مطلقاً"، مناقضاً موقفاً سابقاً له عندما أيد سحب القوات من العراق. وأكد رئيس الوزراء العراقي على أنه تلقى تأكيدات خلال المباحثات مع الرئيس الأمريكي وفريق إدارته على زيادة الدعم الأمريكي مع تواصل حملة بلاده ضد تنظيم "داعش". وقال العبادي: "حصلنا على تأكيدات بأن الدعم (الأمريكي) لن يتواصل حسب، بل سيتسارع باطراد حتى ينجز العراق مهمته" لدحر التنظيم المتطرف. وشكر العبادي ترامب لرفعه اسم العراق من أمر حظر السفر على مواطني عدد من الدول ذات الأغلبية الإسلامية. وقال ترامب برفقة العبادي في البيت الأبيض، إن إيران كانت إحدى القضايا التي بحثها فريقه والوفد العراقي، منتهزاً الفرصة لتأكيد انتقاده الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي وقعه سلفه الرئيس السابق باراك أوباما. وقال ترامب: "أحد الأشياء التي تساءلت بشأنها، لماذا وقع الرئيس أوباما هذا الاتفاق مع إيران؟ و لا أحد قادر على تحديد أسباب ذلك، ولكننا سنكون قادرين على اكتشاف ذلك يوماً ما". وشدد ترامب على أنه يأمل في معالجة "الفراغ" التي حدث واستغله تنظيم "داعش" لإعلان السيطرة على مناطق في العراق، لكنه استدرك القول "ما كان يجب أن ندخل" إلى العراق أصلاً. وقال العبادي بعد لقائه مع ترامب، إن لدى العراق "أقوى قوات لمكافحة الإرهاب، لكننا نتطلع إلى مزيد من التعاون بيننا والولاياتالمتحدة". وكان ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية بمحو "الإرهاب الإسلامي المتطرف" وبتكثيف الهجمات ضد تنظيم "داعش"، ولكن حتى الآن، بدا على خطى سلفه أوباما، ولم يظهر أي تحول كبير في هذا المسار، فلم يقترح أي زيادة كبيرة في عديد القوات الأمريكية في العراق أو في الضربات الجوية ضد أهداف مسلحي التنظيم. وتعد تلك أول زيارة لرئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن منذ تولي ترامب رسمياً سدة الرئاسة الأمريكية، وتأتي قبيل استضافة ترامب لاجتماع يضم 68 دولة بهدف مواصلة وتكثيف القتال ضد تنظيم "داعش". ويسعى رئيس الوزراء العراقي خلال هذه الزيارة إلى حشد المزيد من الدعم المالي والعسكري، في وقت يواجه فيه مهمة إعادة بناء المدن التي دمرها القتال ضد المسلحين، كما يسعى للحصول على مساعدة أكبر لبلاده في مواجهة الأزمة الإنسانية التي تسبب بها القتال، مع نزوح أكثر من أربعة ملايين شخص من ديارهم بسبب القتال الدائر هناك.