بدت الحملة الانتخابية للإستحقاقات التشريعية "محتشمة" و "باهتة" في يومها الأول من خلال الملصقات الإشهارية حيث غابت أغلب القوائم الإنتخابية عن المساحات الإشهارية المخصصة في حين سجلت أحزاب أخرى حضورها بقوة لاسيما في الأحياء الشعبية. ففي جولة عبر شوارع الجزائر العاصمة تبدو المساحات المخصصة للملصقات الإنتخابية شبه فارغة حيث لم تضع أغلب الأحزاب و القوائم التي تخوض غمار هذه الإستحقاقات ملصقاتها الإشهارية في اليوم الأول من الحملة وهو ما أعتبره بعض المواطنين ممن التقتهم وأج "بداية محتشمة و باهتة" لهذه الحملة التي ستدوم 21 يوما. ومن بين 15 قائمة حزبية و قائمتين حرتين سجل كل من حزب جبهة التحرير الوطني و التجمع الوطني الديمقراطي و حركة الإصلاح الوطني حضورها القوي في أغلب بلديات العاصمة من خلال ملصقاتها التي تتضمن قوائم المرشحين في حين غابت أغلب الأحزاب عن هذا الفضاء العمومي المخصص للترويج للقوائم الانتخابية و استمالة الوعاء الانتخابي. القائمتان الحرتان كان تواجدهما جد محدود في اليوم الأول من الحملة بحيث لا توجد ملصقاتهما إلا بشكل معزول في بعض البلديات مثل باب الواد و بن عكنون. وفي بلدية بن عكنون مثل القبة و حسين داي تبدو أغلب المساحات المخصصة للإشهار الإنتخابي شبه فارغة باستثناء بعض الملصقات التي لم تتجاوز في أحسن الحالات خمس ملصقات من أصل 17 ملصق يفترض أن تكون موجودة مع إنطلاق الحملة. نفس الملاحظات تنطبق على بلديات أخرى مثل العاشور وواد الرمان في حين تم تسجيل حالات معزولة من اللصق العشوائي للملصقات في أولاد فايت و حسين داي. أما في الأحياء الشعبية على غرار باب الواد فقد كثفت بعض الأحزاب تواجدها بحيث يمكن ملاحظة عدد أكبر من الملصقات الخاصة بأحزاب أخرى مثل جبهة القوى الإشتراكية و جبهة الجزائر الجديدة و التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية و جبهة المستقبل. الوسائط التكنولوجية أكثر فعالية و أقل تكلفة ويرى بعض المواطنين ممن التقتهم (وأج) أن "اليوم الأول من الحملة الإنتخابية لا يمكن أن يعكس حقيقة التنافس حيث يمكن لبقية الأحزاب أن تعزز حضورها سواء من خلال الملصقات أو من خلال التجمعات" طيلة الفترة المخصصة للحملة و التي تتواصل إلى غاية نهاية شهر أبريل الجاري. و يؤكد مواطنون آخرون أن هذه الحملة "يمكن أن تأخذ أشكالا أخرى من خلال وسائل التواصل الإحتماعي او الوسائط الإلكترونية التي يمكن أن تشكل بديلا فعالا عن الملصقات الإشهارية" حيث يرى السيد محمد (متقاعد) أنه "من الأفضل الإعتماد على الوسائط التكنولوجية للتواصل مع الناخبين" كطريقة إعتبرها "أكثر فعالية و أقل تكلفة". نفس الرأي عبر عنه الشاب حمزة (طالب) الذي اعتبر أن "الرهان الحقيقي في هذه الحملة هو الفضاء الإفتراضي بإعتباره فضاء شبابيا بإمتياز" مشيرا إلى أن بعض الأحزاب قامت فعلا بتنظيم حملتها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي. يشار إلى أن ولاية الجزائر خصصت عبر 57 بلدية 1480 موقعا لتعليق قوائم الترشيحات لفائدة المشاركين في اطار الحملة الانتخابية لتشريعيات 2017 حيث تم تخصيص مابين 15 و 35 موقع في كل بلدية. و كانت الولاية قد اختارت نموذجا "موحدا" لهذه اللافتات يضفي لمسة جمالية على المحيط تم اعتماده من قبل جميع البلديات حيث تم اعتماد طريقتين لنصب هذه اللوحات فعلى مستوى الأرصفة القديمة تمت عملية الحفر لنصب هذه اللافتات أما على مستوى الأرصفة الجديدة فقد تم وضع أعمدة اللوحات الاشهارية في قوالب من الاسمنت قبل وضعها على الأرصفة الجديدة.