ترأس وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أمس الأربعاء بنيويورك مناصفة مع نظيره المالي عبدو اللاي ديوب و الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اجتماعا وزاريا حول تطبيق اتفاق السلام و المصالحة في مالي، حسبما أفاد به اليوم الخميس بيان للوزارة. و أوضح ذات المصدر، أن هذا الاجتماع الذي نظم على هامش أشغال الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كايتا شكل "فرصة سانحة للمشاركين للشروع في تقييم مرحلي لمسار تطبيق اتفاق السلام و المصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر". في مداخلته أكد السيد مساهل أن الوضع في مالي عرف "تطورات ايجابية ينبغي تعزيزها أكثر بنشاط موجه نحو تطبيق فعلي للاتفاق من أجل السلام و المصالحة في مالي" المنبثق عن مسار الجزائر. في هذا الإطار، ذكر بانعقاد ندوة الوفاق الوطني التي تلتها المصادقة على ميثاق السلام و المصالحة و إطلاق مسار المراجعة الدستورية و مصادقة مجلس الأمن الأممي على اللائحة المتعلقة بتطبيق نظام عقابي. كما ذكر الوزير بالتوقيع على اتفاق يرسي الهدنة بين تنسيقية حركات الأزواد و الأرضية و استكمال المفاوضات بين الأطراف المالية الموقعة على الاتفاق بشأن عودة دولة مالي و رموزها إلى كيدال، بالإضافة إلى جعل الآلية العملية للتنسيق لكيدال عملياتية و تعيين مرصد مستقل. لدى تطرقه للإصلاحات السياسية و المؤسساتية، أشار السيد مساهل إلى "قطع أشواط هامة"، سيما من حيث اضفاء الطابع العملي على منطقتي تاودانيت و ميناكا بعد تعيين و تنصيب محافظيهما و تنصيب السلطات الانتقالية و المسار الجاري لإعداد نصوص تشريعية و تنظيمية متعلقة بفك الطابع المركزي و إدارة الأقاليم و الانتخابات و للمراجعة الدستورية. و أوضح الوزير "الأمر الذي يبعث للارتياح و يستحق التأكيد هو أن كل هذه العمليات الحاسمة قد تحققت في إطار الحوار و التفاهم بين الأطراف الموقعة على الاتفاق". في معرض حديثه عن التقدم الذي تم احرازه، ركز السيد مساهل على "ضرورة" تعجيل مسار جعل كتائب الآلية العملياتية المشتركة عملية و انتشار دوريات مختلطة عبر كل مناطق الشمال و التنصيب السريع و السير العادي للسلطات الانتقالية لإعادة ضمان الخدمات الاجتماعية القاعدية لفائدة السكان. و اكد السيد مساهل أن الجزائر "ستواصل جهودها لبناء السلم و تحقيق الاستقرار و التنمية الاقتصادية في مالي طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة الذي يتابع باهتمام كبير تطور الوضع في مالي و في منطقة الساحل بشكل عام.