تميزت سنة 2017 بفشل ذريع للمنتخب الجزائري لكرة القدم على طول الخط, سيما عقب اخفاقه في التأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا, وكذا بانتخاب خير الدين زطشي رئيسا جديدا للاتحادية الجزائرية (فاف), خلفا لمحمد روراوة الذي قاد الهيئة الفيدرالية لعهدتين متتاليتين و ثلاثة في المجموع. بعد مرور ثلاث سنوات من تألق "الخضر" على ايقاع السامبا البرازيلية في مونديال 2014 بتوقيع تأهل تاريخي إلى الدور ثمن النهائي, سقط الفريق الوطني مجددا في غياهب الخيبات, إثر عجزه في الصعود إلى نهائيات أكبر بطولة كروية في المعمورة. و توقع عديد المتتبعين لشؤون المنتخب الوطني سيناريو انهيار كتيبة "محاربي الصحراء", التي تعاقب على قيادتها أربعة مدربين منذ انطلاق حملة التصفيات التأهيلية لكأس العالم شهر أكتوبر 2016. فكانت البداية مع التقني الصربي ميلوفان رايفاتش, الذي درب التشكيلة الوطنية في المباراة الأولى للتصفيات ضد الكاميرون بملعب البليدة (1-1), قبل أن يدفعه "كوادر" المنتخب الوطني إلى بوابة الخروج, ليترك مكانه للمدرب "العجوز" جورج ليكنس العائد إلى قيادة العارضة الفنية "للخضر" بعد تجربة قصيرة سنة 2003. و في ظل الضغوط الكبيرة التي تعرض لها الرئيس الأسبق لنادي بارادو, لم يكن أمامه من حل سوى التضحية بالتقني الإسباني, عقب هزيمة الجزائر بياوندي على يد الكاميرون (2-0), شهر أكتوبر الفارط. من جانبه, أخفق المنتخب الجزائري للاعبين المحليين تحت إشراف ألكاراز في تشريف الراية الوطنية, إثر إقصائه من الصعود إلى نهائيات بطولة إفريقيا للفئة "شان-2018" على يد منتخب ليبيا علما و أن الأخيرة تعاني من وضعية أمنية و سياسية مُتردية بالإضافة إلى بطولة محلية مضطربة تماما. و خسر زملاء الحارس رحماني في لقاء الذهاب أمام نظرائهم الليبيين بمدينة قسنطينة (1-2), قبل أن يكتفوا بنتيجة التعادل (1-1) بمدينة صفاقس التونسية أين يستقبل المنافس. و أمام ضرورة إعادة هيكلة بيت المنتخب الوطني الأول, اتجه خير الدين زطشي نحو القطيعة مع التجربة الأجنبية و العودة بعد سنوات طويلة إلى خيار المدرب المحلي, عبر تعيين اللاعب الدولي السابق رابح ماجر لقيادة العارضة الفنية "للخضر", بمساعدة مزيان إيغيل و جمال مناد. و انطلق الثلاثي الجزائري في مهمته بتحقيق التعادل في قسنطينة ضد نيجيريا (1-1) في اختتام التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 (بعدها أعلنت الاتحادية الدولية "فيفا" فوز الجزائر على البساط 3-0 بسبب إشراك النيجيريين للاعب معاقب), ثم سمح للتشكيلة الوطنية بتجديد العهد مع الانتصارات, وهذا ضد جمهورية إفريقيا الوسطى وديا (3-0). و يبقى ماجر, صاحب الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1987, مطالبا بتحقيق نتائج أحسن من سابقيه و استرجاع المجد الضائع لكتيبة "محاربي الصحراء" التي فقدت هيبتها على المستوى القاري, بالإضافة إلى تراجعها في جدول "الفيفا" إلى الصف ال 58 عالميا و العاشر إفريقيا, حسب آخر ترتيب لشهر ديسمبر نشر يوم الخميس. و على جميع الفاعلين في كرة القدم الجزائرية خلال سنة 2018 السعي للخروج من "الأزمة المتعددة الجوانب", كما وصفها المدير الفني الوطني للاتحادية رابح سعدان, و اتخاذ مستقبلا القرارات الصائبة لتجنب السقوط مجددا في مزيد من المتاهات, و ذلك قبل عام و نصف عن موعد كأس إفريقيا للأمم 2019 بالكاميرون.