يتفق أغلب الفنانين النحاتين في الجزائر أن المنحوتات "غريبة على المتلقي والجمهور الجزائري", وأن "فن النحت بلا سوق وجامعين" فهو برأيهم "غائب عن الفضاء العمومي" من الساحات والحدائق إلى الجامعات والمدارس وحتى البيوت, ولا يعزى الأمر "لوازع ديني" بقدر ما يعود إلى "غياب تقليد اقتناء وجمع المنحوتات لدى جامعي المقتنيات الفنية" حسب بعض النحاتين المشاركين في معرض ربيع الفنون المقام حاليا بقصر الثقافة مفدي زكريا. ويسجل النحاتون حضورا ضئيلا في الفعالية الأولى من نوعها, حيث لا يتجاوز عددهم عشرة نحاتين يشتغلون على مختلف المواد من حديد وبرونز ونحاس وخشب, ليعرضوا أعمالهم أمام الجمهور والمهتمين بعد أن ظلت حبيسة ورشاتهم أو بيوتهم. تتعدد تقنيات وأساليب النحت التي يمارسها هؤلاء, بين تطويع للمعادن وتشكيلها, وميولاتهم الفنية التي لا تعتمد التماثيل والمجسمات الواقعية بقدر الاتكاء على الرمزية التي تحتمل التأويلات والقراءات ما يجعل أغلبها تنتمي للفن المعاصر. يعتقد النحات عبد الغني شبوش أن "النخت الجزائري يعيش وضعا خاصا" فهو برايه "معزول مقارنة بباقي الفنون التي لا تعيش وضعا جيدا لكنه افضل من وضع النحت" ويعترف بأن منحوتاته "تشد اليها البعض وتلفت انتباه الجمهور, لكنها لا تباع بسهولة" ويرجع السبب إلى "عدم تعود المقتني الجزائري على المنحوتات". ويضيف ماسان أن القائمين على المنجزات "بوسعهم الاعتناء بالفن والنحت والتخفيف من سطوة الرخام والبلاط والاسمنت" لكنه يتوقف عند "المحيط الفني" الذي يحتاج في رأيه "إلى ترتيب واعتناء ليمنح الفنون كلها مكانتها اللازمة". يتواصل معرض ربيع الفنون إلى غاية 12 مايو الجاري حيث يعرض أزيد من 180 فنانا ما يقارب 500 عملا فنيا أمام الجمهور والمهتمين.