أحيت الأسرة الثورية اليوم الأربعاء ببلدية برج بونعامة بتيسمسيلت الذكرى السابعة والخمسون لاستشهاد الرائد الجيلالي بونعامة. وجرت مراسم الاحتفال بذكرى استشهاد الرائد سي محمد بحضور وزير المجاهدين الطيب زيتوني وعدد من مجاهدي الولايتين التاريخيتين الرابعة والخامسة حيث افتتحت المناسبة بقراءة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء الطاهرة بمقبرة الشهداء ببلدية برج بونعامة ثم تنظيم معرض بالمركز الثقافي تضمن عرض صور للشهيد الجيلالي بونعامة ومجموعة من إصدارات الكتب المتعلقة بتاريخ المنطقة والثورة الجزائرية. وأشاد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، لدى إلقائه كلمة بالمركز الثقافي بخصال الرمز البطل الجيلالي بونعامة، معتبرا أن "تخليد ذكراه واجب مقدس ودرس من دروس الثورة التي يستوجب حفظها وصونها". وأردف زيتوني قائلا أن الشهيد "ولد في أحضان أسرة متشبعة بالقيم الروحية والوطنية الخالصة (...)، وأدرك بوعيه أن الاستعمار لابد أن ينتهي فنشأ ثائرا رافضا لكل ما يرمز للاستبداد والخضوع". وبعد أن عرج على مسيرة الجيلالي بونعامة منذ التحاقه مجبرا لأداء الخدمة العسكرية ضمن جيش المستعمر بالهند الصينية (فيتنام حاليا)، وهي التجربة التي سخرها لتطوير مهاراته العسكرية، مرورا بانضمامه لحركة انتصار الحريات الديمقراطية ثم تنظيمه لإضراب عمال منجم بوقايد وصولا إلى سجنه والتحاقه بصفوف جيش التحرير، دعا وزير المجاهدين ابناء وبنات المنطقة للاعتبار بتضحيات الشهداء وتخليد ذكراهم والافتخار ببطولاتهم. من جانبه اعتبر أستاذ التاريخ بجامعة تيارت، لخضر سعيداني، لدى تنشيطه لندوة تاريخية بعنوان "المسار السياسي والعسكري للجلالي بونعامة"، أن إحياء ذكرى رموز الثورة الجزائرية وأبطالها يندرج في إطار تثمين رصيد الذاكرة الوطنية التاريخية وتواصل الأجيال. وعن مسيرة سي محمد، ذكر السيد سعيداني بمختلف محطات نضال الشهيد البطل "الذي صال وجال عبر ربوع الولاية الرابعة تاريخيا حتى أصبح قائدا عليها، فيما لا تزال أفكاره وخصاله وكذا مقولته الشهيرة + ليس القائد من يقوم بعمل بطولي فقط بل أن يكون رجالا يقنعهم يحبهم ويجعلهم يحبونه+ خالدة في سجل الثورة الجزائرية ودليلا دامغا على بساطة الرجل وتواضعه وتميزه بنكران الذات وتغليب مصلحة الوطن والجهاد في سبيل تحرير الجزائر. وولد الجيلالي بونعامة المدعو سي محمد في أبريل 1926 بدوار بني هندل في قلب الونشريس أين التحق بالمدرسة الابتدائية ثم توجه في سن مبكرة إلى الحياة المهنية حيث اشتغل بمنجم لكي يعيل أسرته الفقيرة. وقال المجاهد محمد باشوشي المدعو "البوستوري" أن الشهيد التحق بصفوف الثورة التحريرية بعد خروجه من السجن و تمكن من تحصين منطقة الونشريس وجعلها قلعة قوية لجبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني منذ 1955 إلى غاية 1956، مشيدا بالمناسبة بخصال ومناقب سي محمد الذي كان متواضعا ومحبوبا لدى العامة وأفراد جيش التحرير الوطني كما قال. وحمل سي محمد وفقا للتنظيم الذي أقره مؤتمر الصومامي رتبة ضابط أول عسكري ليكوّن وحدات مهاجمة مراكز العدو الغاشم ويقود عدّة عمليات في كل حدود الولاية الرابعة ليتم ترقيته سنة 1957 إلى رتبة رائد قائدا للمنطقة الثالثة. وفي سنة 1958 عين بمجلس الولاية الرابعة كرائد عسكري إلى جانب سي محمد بوقرة الذي استلم عنه بعد استشهاده في ساحة الفداء قيادة الولاية الرابعة، حيث اختار الشهيد مدينة البليدة مركزا لقيادة الولاية وتنظيم العمليات العسكرية. ويروي عبد القادر راتيعات (من أقارب الشهيد) عن ليلة استشهاده التي كانت ليلة 8 أوت 1961، حيث فوجئ فيها سي محمد بونعامة ورفقائه في النضال بهجوم عسكري مباغت من قوات الاحتلال على مركز القيادة الموجود بمنزل النعيمي بباب خوخة في قلب مدينة البليدة بعد تعقب إشارات جهازات الارسال والتصنت عليه. وأضاف أن معركة حامية الوطيس اندلعت بين كتيبة سي محمد وكوموندوس خاص جيء به من كورسيكا طوال ثلاث ساعات وشهدت مقاومة واستماتة كبيرة من قبل الشهيد لبطل ورفقائه ثم انتهت بسقوطهم في ميدان الشرف وتخليد أسمائهم وبطولاتهم في ذاكرة تاريخ الثورة الجزائرية. كما تم بالمناسبة إلقاء محاضرة تاريخية حول مسيرة الرائد الجيلالي بونعامة وكذا تكريم التلاميذ النجباء والمتفوقين في جميع الاطوار التعليمية، بالإضافة إلى زيارة المجاهدة جليل خيرة أرملة الشهيد بياز أحمد ببلدية برج بونعامة.