يبدأ رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، اليوم الثلاثاء، جولة إلى عدد من العواصم الأوروبية، بهدف حشد الدعم وكسر حالة الجمود والانقسام في الموقف الدولي اتجاه الأزمة الليبية. وذكرت مصادر إعلامية، نقلا عن مصادر بوزارة خارجية حكومة الوفاق، أن السراج يبدأ جولته الأوروبية بزيارة روما وبرلين، قبل أن ينتقل إلى باريس ومن ثم لندن، حيث سيلتقي رؤساء حكومات هذه الدول. وسيكون رئيس المجلس الرئاسي مرفوقا بكل من وزير الخارجية، محمد سيالة، ووزير الداخلية، فتحي باشاغا، الذين سيجريان لقاءات موسعة مع نظرائهما في هذه الدول. ويهدف السيد السراج، من خلال هذه الجولة، إلى حشد الدعم بالنظر إلى حالة الجمود والانقسام في الموقفين الأوروبي والدولي بشأن ما يحدث في ليبيا وخصوصا التطورات الأخيرة في العاصمة طرابلس، و"محاولة فك الحصار الشكلي الذي تفرضه بعض الحكومات الأوروبية على حكومة الوفاق الليبية، دعما للواء المتقاعد، خليفة حفتر"، بحسب ما ذكرته مصادر إعلامية ليبية. وينتظر أن يؤكد السراج خلال جولته على موقف حكومته "الرافض" لوقف إطلاق النار إلا بعد رجوع قوات حفتر إلى قواعدها الأصلية. وأوضح السيد غوتيريس أن الدعوة لوقف إطلاق النار تشمل "وقفا للهجوم" الذي تشنه قوات حفتر على طرابلس، والتي تواصل هجومها الرامي إلى السيطرة على العاصمة الليبية الخاضعة لحكومة الوفاق الوطني. وسبق للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن وجها دعوة إلى طرفي النزاع في ليبيا لوقف إطلاق النار، لكن هذه الدعوات لم تلق آذانا صاغية حتى الآن. ==تحقيق أممي حول ضلوع عسكري إماراتي محتمل في النزاع الليبي== وبالموازاة مع استمرار المعارك في محيط طرابلس، فتح محققون أمميون تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت الإمارات ضالعة في النزاع العسكري بليبيا، وذلك بعد أن تم هناك، الشهر الماضي، استخدام طائرات مسيرة يمتلك مثلها الجيش الإماراتي. وذكرت وسائل إعلام محلية ودولية، استنادا إلى تقرير سري، أن الصواريخ التي أطلقتها الطائرات المسيرة في الضاحية الجنوبية لطرابلس يومي 19 و20 أبريل الماضي، تبين بعد دراسة شظاياها أنها هي صواريخ جو-أرض من طراز "بلو آرو". وبحسب التقرير ذاته، فإن هذا النوع من الصواريخ تمتلكه فقط ثلاث دول هي الصين وكازاخستان والإمارات العربية المتحدة، ذلك أن هذه الصواريخ تطلقها حصرا طائرات بدون طيار تنتجها شركة "وينغ لونغ" الصينية. ولفت التقرير إلى أن "مجموعة الخبراء تحقق في الاستخدام المحتمل لهذا السلاح من قبل قوات حفتر، أو من قبل "طرف ثالث" داعم لتلك القوات، مؤكدا أن هذه الصواريخ "لم تحصل عليها ليبيا مباشرة من الشركة المصنعة أو من الصين". وقتل أكثر من 430 شخصا، وأصيب ما يزيد عن ألفين آخرين، بينما نزح أكثر من 55 ألفا من ديارهم، منذ بدء الهجوم على طرابلس الذي يسعى من خلاله حفتر السيطرة على العاصمة طرابلس، بحسب آخر إحصائيات قدمتها الأممالمتحدة. وتشن قوات خليفة حفتر، منذ الرابع من أبريل، هجوما على طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.