مددت بعثة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "ايكواس" رفيعة المستوى, يوم الأحد , مهمتها من أجل الدفع بمسار لمفاوضات للخروج من الأزمة الاجتماعية-السياسية التي تشهدها جمهورية مالي والتوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمعارضة. وقررت بعثة الايكواس تمديد مهمتها في هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا لمدة 24 ساعة , حيث تتواصل اليوم مشاورات رسمية و"سرية " أجريت أمس السبت , بحسب ما أفادت به وسائل الاعلام المحلية. وأجرت بعثة التكتل الاقليمي أمس محادثات مع الإمام محمود ديكو زعيم ائتلاف المعارضة "حركة 5 يونيو-تجمع القوى الوطنية" بشأن شخصية رئيس الحكومة المالي المقبل, تضيف المصادر ذاتها. ودعت مجموعة "ايكواس" حركة 5 يونيو-تجمع القوى الوطنية" للمشاركة في "حكومة وحدة وطنية تقترح حلول الاصلاحات السياسية ومتابعة المسؤولين عن أعمال القتل التي وقعت خلال مظاهرات نهاية الاسبوع الماضي". وتأتي وساطة "إيكواس" في ظل هدوء الأوضاع في البلاد بعدما عرفت العاصمة باماكو أعمال عنف خلال مظاهرات خلفت قتلى و جرحى. واعلن أحد زعماء المعارضة شوكل كوكلا ميغا أمس عن "فشل "المفاوضات, لأن مقترحات بعثة الايكواس "كانت بعيدة عن تطلعات الشعب , إذ تجعل من الأزمة أو تختزلها في أزمة انتخابية, و هي أكبر من ذلك", وفق تعبيره. وحسب مايغا , فإن وفد الايكواس "تقدم بمقترحات من بينها احتفاظ الرئيس بمنصبه و إعادة تشكيل المحكمة الدستورية جزئيا بتقديم عدة أسماء للرئيس يختار منهم ثلاثة, بينما تختار المعارضة أيضا ثلاثة أعضاء , وتبقى عضوية الثلاثة الآخرين إلى حين اختيارهم من القضاء". وتنص مقترحات "ايكواس" أيضا على أن تتولى المحكمة الجديدة بتشكيلتها الجزئية إعادة فرز الأصوات في الدوائر التي تقول المعارضة انه حدث فيها "تزوير" خلال الانتخابات التشريعية, وأن تقرر إعادة الانتخابات فيها "إن اقتضت الضرورة". وبعد انتهاء "التدقيق والانتخابات التكميلية يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى التحقيق في اعمال عنف خلال المظاهرات السابقة". ويطالب قادة المعارضة في مالي برحيل الرئيس ابراهيم بوبكر كيتا , ضمن مطالب أخرى من بينها "إلغاء الانتخابات التشريعية الأخيرة, وتشكيل حكومة وحدة وطنية, والإفراج الفوري عن زعيم المعارضة سومايلا سيسي". و كانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "ايكواس" قد قدمت أربعة مقترحات رئيسية للخروج من الأزمة السياسية في مالي, وذلك خلال لقاء جمع ممثليها بمختلف الأطراف السياسية في البلاد. وأوضحت وكالة الأنباء المالية, امس , ان وفد الوساطة بقيادة الرئيس النيجيري السابق, غودلوك جوناتان , قد وصل الى العاصمة باماكو , في ظل الأجواء "المشحونة" في مالي, رفقة خبراء أفارقه في القانون الدستوري . و اجتمع الوفد مع الرئيس المالي ابراهيم ابو بكر كايتا, و مع عدد من الشخصيات النافذة و ائتلاف المعارضة المتمثل في حركة "5 يونيو" , وممثلين عن الاغلبية الرئاسية و المجتمع الدولي ,والنواب الملغى فوزهم من طرف المحكمة الدستورية, وذلك "للدفع بمسار المفاوضات للخروج من هذه الازمة". و سادت أعمال العنف الاحتجاجات الاخيرة في باماكو , حيث أشعل المتظاهرون النار في الطرقات وحرقوا إطارات السيارات وحاولوا السيطرة على جسرين رئيسيين. وتوقف بث التلفزيون الرسمي , بعد اقتحام مئات المحتجين المبنى. وجاءت المظاهرة- و هي الثالثة من نوعها في أقل من شهرين-, بعد رفض التحالف المعارض مقترحات قدمها الرئيس المالي , أبو بكر كيتا, بهدف حل أزمة سياسية بدأت عقب إجراء الانتخابات التشريعية المتنازع على نتيجتها.