رصدت مبعوثة الأممالمتحدة الخاصة إلى ليبيا بالإنابة, ستيفاني وليامز, إحراز بعض التقدم الإيجابي على مختلف المسارات في ملتقى الحوار السياسي الليبي, مشددة على أن إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل لا رجعة عنه. وعددت وليامز , خلال اجتماع للفرقاء الليبيين عبر الفيديو انطلق الأربعاء ما أحرز من تقدم, مشيرة إلى وجود "أخبار عن تبادل عدد آخر من المحتجزين ربما يكون جاريا الآن وهذا بدوره أمر مشجع للغاية" . كما اعربت عن اعتقادها أن "هذه الأنماط من تدابير بناء الثقة تساعد البعثة حقا في بناء الثقة اللازمة عبر مختلف التوجهات التي تقسم ليبيا". وعبرت المبعوثة الأممية عن أملها في تحقيق "بعض التقدم أيضا بشأن إعادة فتح الطريق الساحلي بين مصراتة وسرت", الذي وصفته ب "المهم جدا للمواطنين الليبيين الذين يريدون التمكن من التنقل في جميع أنحاء البلاد ولإيصال البضائع والخدمات". ولفتت أيضا إلى تحقيق "بعض التقدم الكبير على المسار الاقتصادي, وقد اجتمعت بعض اللجان الفرعية المنبثقة عن المسار الاقتصادي خلال الاسبوع الماضي قبل العطلة". وفي السياق ذاته, أشارت وليامز إلى وجود "متابعة مكثفة لاجتماع مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي بشأن توحيد أسعار الصرف", مشيرة الى ان "هذه الإصلاحات الحاسمة التي على المسار الاقتصادي تحتاج إلى الكثير من المتابعة، وهناك أيضا الاجتماع الذي عقد في جنيف على مستوى فني رفيع بين مختلف المؤسسات والذي سيستمر أيضا". وخاطبت المبعوثة الأممية الأطراف الليبية المشاركة في هذا الاجتماع قائلة أن "العد التنازلي قد بدأ في 21 ديسمبر حيث تم تحديد أطر زمنية واضحة في خارطة الطريق التي اعتمدتموها في تونس", مشددة على أن "تحديد تاريخ اجراء الانتخابات في 24 ديسمبر 2021 والطريق إلى هذه الانتخابات إنجاز لا رجعة فيه وهدف لن نتراجع عنه". وصارحت وليامز أطراف الأزمة الليبية بأنها كانت "شاهدة بشكل مباشر على التعبير الحقيقي عن المخاوف والافتقار إلى الثقة والحاجة إلى تجسير الهوة وما يمكن وصفه بأزمة ثقة بين العناصر السياسية الفاعلة الرئيسية الممثلة في هذا الملتقى وخارجه أيضا. بيد انه يتعين علي الآن أن أطلب منكم على نحو أو آخر تحدي أنفسكم في التغلب على هذه الأزمة". بالمقابل, انتقدت وليامز ما وصفته بعدم "إحراز أي تقدم بشأن تحقيق مستوى مقبول من التوافق على آلية لاختيار السلطة التنفيذية". وتابعت في هذا الشأن قائلة "بوصفي وسيطا بتفويض واضح من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فلدي التزام مهني وشخصي وأخلاقي لمعالجة هذا الانسداد والحفاظ على هذه العملية، وبغية المساعدة في توجيهكم إلى حل وسط مقبول من شأنه المساهمة في تحقيق الهدف الانتخابي وهو الهدف الأساس". وبدأت أمس الاربعاء جولة جديدة لملتقى الحوار السياسي في ليبيا عبر الدائرة المغلقة بحضور ستيفاني وليامز. وتتضمن أجندة الاجتماع مناقشة سبل الخروج من الانسداد السياسي وتشكيل سلطة تنفيذية جديدة و متابعة النقاش حول التقدم المحرز في تنفيذ خارطة الطريق ولبحث إنشاء لجنة استشارية وبحث أفضل الآليات القانونية والقواعد الدستورية لإجراء الاستحقاق الانتخابي في ال 24 من ديسمبر 2021, إضافة إلى خطوات المسار السياسي القادمة. ووجهت البعثة الأممية إلى ليبيا الدعوة لكافة أعضاء الملتقى, وعددهم 75 لحضور جلسة حوارية جديدة عبر تقنية الاتصال المرئي, من أجل بحث آخر مستجدات العملية السياسية. وتأتي هذه المحاولة الأممية مجددا لتجاوز فشل الجولة الأولى في التوصل إلى آلية لانتخاب السلطات التنفيذية الجديدة.