أكد المدير العام لمجمع بيوفارم عبد الواحد كرار يوم الاحد بالبليدة أن صناعة الأدوية في البلاد عرفت خلال العشر سنوات الأخيرة "قفزة نوعية". وقال السيد كرار في تصريح للصحافة على هامش حفل تجديد اتفاقية الشراكة بين شركته و جامعة سعد دحلب, أن "صناعة الأدوية في الجزائر عرفت قفزة نوعية خلال العشر سنوات الأخيرة و ذلك منذ سنة 2008 تاريخ القرار الشجاع الذي اتخذته الدولة و القاضي بمنع استيراد المواد الصيدلانية المنتجة محليا و حماية الصناعة الصيدلانية". وأضاف أن الجزائر تحصي اليوم بفضل الاستثمارات التي أنجزت أكثر من 100 مصنع منتج للأدوية بدء من المواد الأولية إلى الدواء بذاته, كاشفا في السياق عن مشاريع لصنع في السنوات القادمة بالجزائر مواد أولية. ولفت السيد كرار إلى أن أزمة كورونا دفعت بالكثير من الدول للتفكير في صناعة المواد الأولية لتوقيف تبعيتها للدول المصنعة لها, مستدلا في ذلك بدولة الهند التي أوقفت السنة الفارطة في ظل هذه الأزمة الصحية العالمية تصدير 28 مادة أولية. وأكد المدير العام لمجمع بيوفارم أن كل الأدوية الخاصة بفيروس كورونا تنتج في الجزائر باستثناء اللقاح, على غرار المحلول المعقم و الكلوروكين و مختلف المضادات الحيوية المستعملة ضد وباء كورونا. وأضاف أن هذه القفزة و التي تجلت كذلك في تحقيق فائض من الإنتاج الصيدلاني تقابله مشاكل تعوق عملية تصديره نحو الخارج على غرار مشكل قانون الصرف الذي يطرح بحدة. اقرأ أيضا : صناعة صيدلانية: الجزائر تودع اداة التصديق على اتفاقية انشاء الوكالة الافريقية للأدوية وتطرق المسؤول, في حديثه عن هذه المشاكل, إلى العديد من الأمثلة كعدم إمكانية الشركات الجزائرية الدخول في شراكة مع مؤسسات أجنبية للاستفادة من التكنولوجيا بسبب مشكل تحويل الأموال نحو الخارج و كذا عدم إمكانيتها المشاركة في مناقصات دولية و غيرها من المشاكل المتعلقة بالنقل. وحول سؤال يتعلق بمشكل ندرة بعض الأدوية في بلادنا, رد السيد كرار أن هذا المشكل يطرح حتى في البلدان المتطورة على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية و سويسرا التي أحصت سنة 2018 قرابة 264 دواء مفقود. وأرجع ذات المسؤول هذا المشكل لأسباب عالمية و أخرى محلية كانت تتعلق أساسا بغياب الإحصائيات الخاصة بهذا المجال إلى غاية استحداث وزارة خاصة بقطاع الصناعة الصيدلانية. وقال أنه منذ إنشاء هذه الوزارة أضحى هناك نظام برمجة يسمح للمتعاملين في قطاع الصناعة الصيدلانية بإدخال أسبوعيا كافة الأدوية المصنعة و تلك التي تم بيعها و التي هي مخزنة مما يسمح لهذه الوزارة بمتابعة وضعية القطاع أول بأول. كما ثمن بالمناسبة قرار وزارة الصناعة الصيدلانية الذي يقضي بتحديد قائمة الأدوية الأساسية ضمن مرسوم مما سيضمن توفير هذه الأدوية عبر كافة التراب الوطني. وأشار السيد كرار إلى أن الجزائر أضحت اليوم تصنع العديد من الأدوية المضادة للسرطان كانت تكلف خزينة الدولة أموالا طائلة و أخرى خاصة بالهرمونات, مشيرا إلى أن "ما ينقصنا حاليا هو تصنيع مواد بيوتكنولوجية".