أكد الأمين العام الجديد لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، السيد لخميسي بزاز، يوم الأربعاء بواغادوغو عاصمة بوركينافاسو، عزم الرابطة على تكثيف نشاطها والانفتاح على المنظمات الدولية لتقاسم التجارب معها. وشدد السيد بزاز في تصريح لوأج غداة تزكيته أمينا عاما للرابطة خلال الجمعية العامة الثانية التي عقدت أمس الثلاثاء بعاصمة بوركينافاسو، على حرص الرابطة على "القيام بوظيفتها المعرفية على أكمل وجه"، مضيفا أنها قامت في هذا الإطار بإنتاج دليل للممارسات الدينية الصحيحة في سياق مساعيها لمحاربة التطرف العنيف. إقرأ أيضا: الورشة ال 12 لرابطة علماء الساحل: ضرورة نشر ثقافة التعايش وتعزيز جهود مكافحة التطرف وأوضح أن هذا الدليل سيكون "مقدمة لمشاريع علمية كبيرة جدا، غايتها خدمة الأهداف السامية للرابطة في نشر قيم التسامح والعيش معا". ومن أولويات الرابطة في المرحلة المقبلة -حسب ذات المتحدث- تكثيف نشاطها والانفتاح على العاملين في مجال محاربة التطرف على غرار المنظمات العالمية التي تتقاسم معها نفس الاهتمام. وتحدث السيد بزاز عن ورشة العمل ال12 لرابطة علماء الساحل التي اختتمت أشغالها أمس الثلاثاء وناقشت موضوع "قبول الآخر من التنظير إلى الممارسة"، مؤكدا أن اختيار هذا الموضوع كان "في غاية الأهمية" على اعتبار أن من أخطر المشاكل التي تعاني منها الدول والمجتمعات هي مسألة رفض الآخر، معتبرا أن هذه الظاهرة "سلبية وبعيدة عن القيم الدينية والإنسانية". وأضاف أن أهمية هذا الموضوع "بعثت نقاشا طويلا ومستفيضا بين أعضاء الرابطة وأئمة بوركينافاسو الذين شاركوا بقوة في هذه الورشة التي تم خلالها التطرق إلى ماهية الآخر وكيفية التعامل معه، سيما مع وجود بعض الاختلافات العقدية العميقة أو تلك التي تحدث داخل نفس الانتماء أو المذهب". وأوضح أن الورشة خرجت بعدة توصيات هامة، من بينها "ضرورة نشر ثقافة قبول الآخر والابتعاد عن ظاهرة الإقصاء التي انتشرت بكثرة في عدد من المجتمعات". وبشأن اختيار بوركينافاسو لاحتضان أشغال الجمعية العامة الثانية للرابطة وورشتها الإقليمية ال12، أكد الأمين العام على إصرار أعضاء الرابطة على تنظيم هذه الفعالية في هذا البلد الذي قال أنه "امتداد طبيعي لدول الساحل الإفريقي"، وذلك تعبيرا عن "دعم الرابطة للشعب وللسلطات في بوركينافاسو". وشدد على أن تواجد علماء الساحل بواغادوغو يحمل رسالة "قوية جدا"، خاصة بعد تنديد الرابطة بالاعتداء الإرهابي الذي وقع في شمال بوركينافاسو مؤخرا، وتأكيدها على أن مثل هذه الاعتداءات "لا علاقة لها مع التعاليم السمحة للدين الإسلامي". واعتبر أن ما يحدث في بوركينافاسو هو أكبر دليل على خطورة الخطاب المتطرف، حيث أن هذه الدولة التي كانت بعيدة عن خطر الإرهاب أصبحت حاليا تعاني من ويلاته. وخلص السيد بزاز إلى القول بأن تزكية أعضاء الرابطة له كأمين عام تمثل "دفعا قويا" له وتحمله مسؤولية تمثيل الرابطة والجزائر "أحسن تمثيل" وكذا تقديم الإضافة المنتظرة منه. إقرأ أيضا: رابطة علماء الساحل: انتخاب رئيس وأمين عام جديدين للإشارة، فإن السيد لخميسي بزاز المولود بتاريخ 19 مايو 1965 بالضلعة ولاية أم البواقي، يشغل حاليا منصب مفتش عام بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف منذ سنة 2014، وقد تقلد بذات الوزارة عدة مناصب منذ التحاقه بها سنة 1997 حيث شغل منصب مدير الشؤون الدينية بعدة ولايات ومفتش مركزي بالوزارة. وتحصل السيد بزاز على شهادتي الليسانس والماجستير في العلوم الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة وعلى شهادة الدكتوراه عن موضوع "ظاهرة الغلو والتطرف من خلال الكتاب والسنة" سنة 2008 بجامعة باتنة، ودرس في جامعات قسنطينةوباتنة وتلمسان بصفة أستاذ مشارك ومثل الجزائر في عدة ملتقيات علمية محلية ودولية.