لبست عشرات النساء الملايا السوداء في دلالة رمزية للحداد على الشهداء وذلك خلال مشاركتهن مساء اليوم الأحد بقالمة في المسيرة المخلدة للذكرى ال77 لمجازر 8 مايو 1945 و إحياء لليوم الوطني للذاكرة وسط مشاركة كبيرة للمواطنين. وقد شاركت بالمناسبة ما يقارب 100 امرأة ترتدين الملايات السوداء للتعبير عن بشاعة الجرم الذي ارتكبه المستعمر الفرنسي ذات ثلاثاء 8 ماي 1945 في حق المشاركين في المسيرة السلمية التي انطلقت من منطقة الكرمات بأعالي مدينة قالمة. وقد حملت صاحبات الملايات السوداء عبر كامل مسار المسيرة المخلدة لتلك الأحداث لافتات مكتوب عليها "أمهات وأخوات ضحايا مجازر 8 ماي 1945". وقطع الموكب المتزين بالألوان الوطنية التي رفعها براعم الكشافة الإسلامية الجزائرية و شباب منخرطون في مختلف الهياكل الشبانية والجمعيات الرياضية ومعهم مربع الملايا السوداء وكذا سلطات الولاية المدنية والعسكرية وجموع غفيرة من المواطنين نفس المسار التاريخي الذي سلكه المناضلون في الحركة الوطنية وأفواج المواطنين المطالبين بالحرية والقادمين من كل مشاتي ودواوير وقرى ولاية قالمة يوم ال8 ماي 1945 وكانوا كلهم يرددون الأناشيد الوطنية في مقدمتها من "جبالنا". وانطلقت المسيرة في تمام الساعة الرابعة مساء في نفس توقيتها خلال يوم المجازر ومن نقطة انطلاقها التاريخية بمنطقة الكرمات مرورا بشارع عنونة حيث استقبلتهم النساء بالزغاريد المنبعثة من شرفات البنايات ثم شارع "عبد الحميد بن باديس" ونهج عديم اللقب عبد الكريم وصولا إلى ساحة 8 ماي 1945 ليتوقف الوفد عند المكان الذي اعترض فيه البوليس الفرنسي بقيادة رئيس دائرة قالمة أندري أشياري طريق المتظاهرين في ذلك اليوم الذي سقط فيه أول شهيد في تلك المجازر والأعمال القمعية في قالمة وهو الشاب عبد الله بومعزة المدعو حامد, حيث استمع الجميع إلى النشيد الوطني و تلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء. وكانت السلطات المحلية المدنية والعسكرية ومجاهدون وجموع غفيرة من المواطنين قد توجهوا صباح اليوم إلى مقبرة الشهداء بالمدينة للترحم على أرواح الشهداء الأبرار, كما قاموا بعدها بزيارة المعالم التاريخية المخلدة للذكرى بعاصمة الولاية بكل من المحجرة القديمة والثكنة القديمة ومحطة القطار ومدرسة الفتح ومتوسطة محمد عبده والمعهد التكنولوجي الفلاحي المتوسط وكذا المعلم التاريخي ببلدية بلخير. وستتواصل فعاليات إحياء الذكرى ال77 لمجازر 8 ماي 1945 و اليوم الوطني للذاكرة يوم غد في اليوم الثاني بزيارة مواقع أخرى شهدت وقوع عدة شهداء في تلك المجازر, إضافة إلى تنظيم عدة تظاهرات فنية وثقافية ورياضية, حسب البرنامج الرسمي لإحياء المناسبة.